16 سبتمبر 2025

تسجيل

سخّر موهبتك

14 سبتمبر 2023

حبانا الله تعالى الكثير من المواهب والمهارات، ولكن.. فبماذا نستثمرها؟ وكيف نستخدمها؟ وكيف نُفيد ديننا ووطننا وأمتنا؟ إن السير الصحيح في مساحات الحياة يجعلنا نستفيد ونفيد من هذه الطاقات والنعم التي وهبنا الله تعالى إياها، وإن كل واحد منا يمتلك من الطاقات والمبادرات لتحقيق الخير، ليعود على الجميع بالنفع حاضراً وفي قادم الأيام. والكيس الفطن من يُظهر ويُسخّر مواهبه وجهوده في مواطن الخير ويريد بذلك كله وجه الله تعالى ومرضاته، ولا يبتغي ولا يسعى إلى الثناء والإطراء، ولا لتحقيق مجداً وعلو مكانة، وإذا أتت استمر في تسخير هذه المنزلة في خدمة دينه ووطنه وأمته ولا يتوقف عن ذلك. ((وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى* وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى* ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الأَوْفَى)) فما أجمل السعي!. وما أروع الجزاء الأوفى!. أما التوقف.. وأما النظرة السلبية.. وأما الانتقاد الحاد لمن حوله.. وإما سوداوية النظرة.. وأما التقهقر والتردد.. وأما لا أستطيع ولا أقدر.. وأما لا أحد يعطيني بالاً.. كل هذا وغيره من مساحات السلبية لا يُفيد ولا يوصلك إلى شيء. امض في طريقك في إظهار موهبتك ومهاراتك وتميّز بها وتوكل على الله المعين سبحانه وتعالى، ولا تُلق بالاً لما يقوله من حولك المثبطون، فأنت على الطريق الصحيح بإذن الله. وفي لامية ابن الوردي رحمه الله حين قال: قيمة الإنسان ما يُحسنه أكثر الإنسان منه أمْ أقلْ فحسان بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه حباه الله تعالى بنعمة الشعر، فاستثمرها في الدفاع عن الإسلام ورسول الحق صلى الله عليه وسلم، وما توقف عن هذا. وهذا أبو ذر الغفاري رضي الله عنه وأرضاه من أكبر المؤثرين والإجادة في الدعوة إلى الله حتى أسلمت غِفار على يديه حين عرض الإسلام عليها. وفي عصرنا الدكتور عبدالرحمن السميط رحمه الله فارس العمل الخيري والدعوة إلى الله في أفريقيا دخل على يديه الكثير في دين الإسلام، فجعل إمكاناته خدمة لدينه وأمته ولم يتأخر عن هذا الميدان يوماً رحمه الله، وفي أمتنا الكثير من أمثال هؤلاء رحمهم الله تعالى. فهذا يملك مهارة في الكتابة.. وهذا يمتلك مهارة التحدث باللغة الإنجليزية أو لغة أخرى فوهبها للدعوة إلى الله ونشر الخير أينما حل ورحل وعن طريق منصات التواصل لخدمة دينه ووطنه وأمته، والآخر يملك مكانة ومالاً وتجارة فوسّع الله عليه فكان قدوته عثمان بن عفان وعبدالرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله « طلحة الخير» رضي الله عنهم. وهكذا... فمن الغفلة والخذلان أن تُسخّر ما حباك الله تعالى به من مواهب وإمكانات، في نشر الفساد والفوضى وهتك الأخلاق وضرب القيم، ومعادة الدين، أو أنك تريدها للشهرة والثناء والمتابعات والجري للسراب، وقد قيل كذا وكذا عنك، فتكون هذه الموهبة والمكانة منقَمة لا منقَبة وحياة ليس لها أثر، فهنا يكون الحرمان والضياع!. نسأل الله السلامة. «ومضة» تفاعل مع الحياة في مساحاتها وميادينها المتنوعة، واستثمر وسخّر قدراتك ومواهبك بما ينفع دينك ووطنك وأمتك، فأنت تقدر» اعملوا فكلٌّ ميسّرٌ لما خُلقَ له»!.