11 سبتمبر 2025
تسجيلثقافة الكلمة هي من ثقافة التفكير الايجابي والتي بدورها ثقافة عميقة تبدأ ذهنياً باستدعاء الكلمة والصورة وتدوين فكرتها بإبداع. فكل ما يدور في أذهاننا من كلمات منطوقة او مكتوبة بشكل ايجابي تؤدي الى اثبات هويتنا الايجابية. وكم هي هذه الكلمة الايجابية مطلوبة في منظومة التفاهم في المجتمعات وبين مجموعات البشر. ولا شك ان التفنن في تركيب الحروف الايجابية يساعد في صنع فن الكلمة وفن الجملة الايجابية الجميلة. فإن شعباً يتفنن في تركيب حروفه وكلماته جملاً وعبارات ايجابية جميلة ليستحق الارتقاء في حياته لمجرد استخدامه تلك التراتيب والتراكيب ان كانت في حياته اليومية او في مدوناته من المطبوعات والاخبار والجرائد او حتى كتاباته الشعرية او النثرية وكذلك تخيلاته وافكاره الذهنية. ويُطلق مصطلح التفكير الإيجابي عادة للإشارة إلى موقف معين أو معتقَد أو حالة عقلية أو القيام بسلوك معين يعبر عن سمة إيجابية، ومع ذلك، فقد أشار العالمان ويلكينسون وكيتشنجر سنة 2000 إلى أنه عندما يقول شخص ما -أنا إيجابي-، فإن ما يقوله ليس بالضرورة هو ما يفكر فيه، علاوة على ذلك فإن التفكير الإيجابي يحمل معاني متعددة حسب الأفراد، والخبرات الفردية الخاصة لكل منهم والفروق الفردية بينهم، والسياق التي تحصل فيه الأحداث والتي يتصرف فيها الفرد بطريقة توصف بأنها إيجابية. ولكن هناك فكرة عامة ومقبولة على نطاق واسع، بأن حياة الأشخاص ذوي التفكير الإيجابي هي أفضل من حياة ذوي التفكير السلبي، حيث تم التوصل في بعض النقاشات والدراسات العلمية إلى أن التفكير الإيجابي كان له علاقة سببية مباشرة بالحياة المتسمة بالرفاهية والصحة النفسية. والتي قد يعيش فيها الإنسان، من خلال مساعدته على التأقلم مع الواقع والتكيف العقلي، وإعادة صياغة أو تفسير الصعوبات بطريقة أكثر ملائمة لحياة الأشخاص، ويفترض أن هذا التأثير -بشكله غير المباشر- يُمكّن الأشخاص من التقدم في الحياة أو التخلص من الأمراض، وبالتالي فإن من المُرجح أن أهمية التفكير الإيجابي تكمن في كونه يساعد في خلق تصور أو اعتقاد لدى الأشخاص لنوعية حياة أفضل من خلال تقليل مستوى التوتر وتنمية قدرة الأشخاص على حل المشكلات في الحياة اليومية وذلك من خلال التحدث الذاتي الإيجابي أو الأفكار التلقائية الإيجابية، إذ اقترح علماء النظريات النفسية المعرفية أن الأفكار التلقائية قد تعكس أشكال التفكير المعتادة أو سمات الشخصية، والتي بدورها تمارس تأثيرات قوية على العواطف والسلوكيات وعند ملاحظة أنماط الاستجابة لدى الأفراد، يمكن الاستنتاج بأن الأفكار التلقائية الإيجابية ترتبط بشكل عكسي بالسلوكيات السلبية والتأثيرات السلبية، إن تحفيز الإدراك الإيجابي والتفكير الإيجابي يؤدي إلى تأثير سلبي أقل وتأثير إيجابي أكثر، وقد لاحظت بعض الدراسات هذا التأثير على عينات كثيرة، لا سيما لدى عينات من النساء المكتئبات، أو عينة من كبار السن، إذ ظهر هذا التأثير بشكل واضح ومميز في علاج الأمراض النفسية والجسدية، حيث حاولت إحدى الدراسات النفسية تقديم منظور بنائي حول أهمية التفكير الإيجابي في علاج مرضى السرطان، عبر استخلاص البيانات من الدراسات النظرية حول دور الإيجابية في تفاعلات الرعاية الصحية، من أجل تحديد الآثار المترتبة على التفكير الإيجابي في المستقبل، وتوصلت النتائج إلى أن مرضى السرطان يسعون بشكل كبير إلى القيام بتفاعلات ذات طبيعة تعزيزية وعلاجية مع موظفي الرعاية الصحية، وقد تكون الإيجابية جزءًا من هذه العملية. بدليل قول الدكتور جون ديمارتيني "إن أي مرض عضال يمكن علاجه من داخل الإنسان نفسه". ولكن بالمقابل ربما تتعجب من معلومة ان الأفكار السلبية لها إدمان يفوق إدمان المخدرات آلاف المرات، فمع مرور الوقت تتأصل الفكرة السلبية في داخلك حتى تصل إلى مرحلة تعتقد أنها جزء منك مسببة لك العديد من الأمراض النفسية والجسدية. لذا عليك أن تعلم ان كل النصائح التي تتلقاها حول ضرورة التفكير الإيجابي هي ببساطة عديمة الفائدة طالما لم تتخلص من الأفكار السلبية أولاً. ولن يكون ذلك سهلاً أو سريعاً ولكن الرغبة في تصحيح توجهاتنا وأفكارنا وتنمية ثقافة الفكر الإيجابي لدينا كفيلة بإن نقاوم الأفكار السلبية من خلال الخروج عن الجو المعتاد للتخلص من الضغوط وتغير لغة الجسد والتحدث عن المشاعر وذلك لأن أفكارنا وعواطفنا هي المسؤولة عن إعادة ضبط وتنظيم وتشكيل أجسادنا.