10 سبتمبر 2025
تسجيلمهما ضاقت بكَ الدنيا، واشتدت الحوائج، اعلم أن ذلك لم يكن عبثًا؛ فالله مُقَدِّرُه لك، وجاعله لأجلِ سعادتك، سواء أدركتَ ذلك أم لم تدركه. حاول تقبل واقعك، وسخره لمصلحتك، واصنع من كآبته المظلمة رداءً براقًا مُرصعًا بالنجوم، فليست كُل ظُلمةٍ رمزًا للضيق، والألم، والحزن، اُنظر إلى سماء الليل، أوليس الليلُ ملجأً للإنسان من زحام الدنيا؟ ومنزلًا للجسد والروح بعد جهاد يوم طويل؟، سماؤه بما تحتويه من مشاهدَ خلاقةٍ تَأسرُ الناظرين، وتسر المتأملين، فيصبح سوادها القاتمُ جذابًا. مهما أخبرتَ مَن حولك بما تُعانيه في حياتك، فلن يفهمه أحد، أنت وحدك مَن يعرفُ تفاصيلَ نفسك وروحك، ولن تحصد سوى الشفقة أو النظرة الدونية تلك، لن ينقذك أو يساعدك أحد؛ لأنها مشاعرك وحدك، انتصارك الوحيد في تلك اللحظة هو إظهارُ عجزك عن مواجهةِ نفسك، وشعورك بالأريحية المؤقتة بمجرد الإفصاح عن تلك المشاعر. إذًا ما الحل؟ إن سماعَ المواساة من الناس لا يغير من واقعك شيئًا، بدلًا من تلك المواساة فلتبحث عن الحلول، لا ضير في إخبار الآخر عن مشكلتك، ولكن من الخطأ - من وجهة نظري- أن تسمع ما يخفف عن نفسك في تلك اللحظة فتتناسى المشكلة التي تمر بها، انتقِ من تلك المواساة الخيوط المفتاحية التي تفتح لك الأبواب للوصول إلى الحلول المَرْجُوَّةِ، ولا تنسَ أن طريقكَ قد يطول، ولكن تقصير تلك المدة بيدك، ستسألني: كيف ذلك؟. إنها قدرةُ الله، دعاؤك وأنت على يقينٍ بأن الله لن يخذلك، تنام وأنت مطمئن؛ فإن مَن بيده ملكوت كلِّ شيءٍ قد سَمِعَ نداءَك، ولا يعني ذلك أبدًا أن تجلسَ مكتوفَ اليدين تنتظر الإجابة، بل سعيك لإيجاد الإجابة التي أرسلها الله لك هو الطريق الصحيح.