11 سبتمبر 2025
تسجيلإنها بحق خطوة رائعة، عندما افسح الاخوة في فرقة الوطن المجال أمام كوكبة من شبابنا من عشاق المسرح فرصة لتقديم ذواتهم عبر عرض شبابي تميز بالحيوية والجدية في الطرح والتناول. كنت متخوفاً من نتاج هذا العمل، ولكن الشباب بعزيمتهم وحبهم وتفانيهم للمسرح قدموا بحق واحداً من أبرز الأعمال عبر نص الكاتب والشاعر عبدالرزاق الربيعي. لقد استطاع المخرج الشاب إبراهيم اللاري أن يقدم بطاقة التعارف الى المتلقي مع كوكبة من الفنانين الباحثين عن فرصة لتقديم ذواتهم وكانوا بحق مفاجأة بكل المقاييس. خالد الحميدي الذي غاب سنوات وها هو يعود ليتحمل دور البطولة عبر ادائه لدور الحطاب بجانب زملائه يوسف الحداد، عبدالرحمن المنصوري، وفاء عباس، سلمان سالم، هيا الصالحي، العنود خالد، كلثم المناعي وعدد آخر لم استدل على اسمائهم من فريق العمل لعدم وجود الدليل التعريفي للمسرحية. لقد خاض هؤلاء الشباب عبر إيمان القائمين في فرقة الوطن تجربة ثرية بكل المقاييس بعد غياب وإلغاء المركز الشبابي للمسرح، ذلك الأمر الذي أدى الى تفكك الجهود فكانت خطوة فرقة قطر بادرة رائعة. سواء من خلال إيمان الاخوة بهؤلاء الشباب وتحريك المياه الراكدة فلهم الشكر الجزيل بدءاً بالفنان ناصر الحمادي، صالح المناعي، أحمد البدر، عبدالله غيفان. وأقول للاخوة الأعزاء هؤلاء أمانة في أعناقنا جميعاً، وعلينا أن ندعم مسيرتهم وأن نقف خلفهم خاصة وأن الحب يربط بين الجميع بدءاً بالمخرج الذي حصل على هذه الفرصة فأجاد وتميز عبر الممكن والمتاح وعبر زميلته الفنانة الشابة مريم المالكي وعبر الاستعداد لدى الجميع في خلق رؤية فنية قوامها الموسيقى والمؤثرات للفنان عبدالرحمن المنصوري والديكور المساهم في ربط الحدث بشكل واقعي لا يعيق الرؤية أو الحركة من ابداعات بهية حاجي أما الاضاءة فقد ساهم ثامر جمال في تحديد المكان. ولعل من أبرز ما ميز هذا العمل الاعتماد على اللغة العربية الفصحى، نعم في بعض أجزاء العمل كان الاعتماد على التسجيل، ولكن مع وجود بعض الهنات اللغوية إلا أن ما يشفع لهذا العمل هذا الحماس المتدفق من شبابنا وعزيمتهم على اجتياز كل المعوقات في سبيل الإسهام في تحريك المياه الراكدة، لأننا افتقدنا بحق المواسم المسرحية، وفي إطار ما يسمى بالمسرحيات الخاصة بفلذات أكبادنا، قدمنا مع الأسف بعض الأعمال التي لا ترتقي الى المستوى المطلوب في ذاكرة فلذات أكبادنا. في حلاق الأشجار.. نص يطرح المعلومات في بساطة ويسر عبر قيمة كل شيء في الحياة عبر شجرتي البلوط والصفصاف، واستحضار دور الشجرة في قصة زرقاء اليمامة وغير هذا من المعلومات التي تفيد الصغار. وأخيراً: أتمنى أن يستمر هذا العرض، ذلك أن الوقت غير مناسب لمثل هذا العمل، وكنت أتمنى أن يقدم هذا العمل في الأعياد، لأن مثل هذا العمل يساهم في حراك مسرحي أكثر عمقاً. تحية لكل من شارك في هذا العمل فقد سعدت وأنا أرى أن هناك جيلاً آخر يكمل مسيرة النوخذا بو إبراهيم وبوصالح وبوناظم وبوعبدالعزيز.. جيل يحلم بأن الغد سوف يكون أكثر إشراقاً من واقعنا المعاش عبر إيمان الجيل الجديد بذواتهم. وهمسة لابني ابراهيم اللاري.. رجاء أنت وفريق العمل.. مريم، خالد، يوسف، بهية، عبدالرحمن لا تتركوا الفرصة تهرب من أيديكم.. ولا تلتفتوا أبداً الى الأقوال.. لأن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.. وأنتم بهذا العمل قد قطعتم أبعد المسافات. تهنئة لكم ولمن وقف خلفكم وساندكم. [email protected]