11 سبتمبر 2025

تسجيل

أوباما نال جائزة نوبل للسلام

14 سبتمبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أعتقد أن الفترة الثانية من رئاسة أوباما، تسببت بخيبة أمل ليس فقط بالنسبة لتركيا، بل للعديد من البلدان. علمًا أن وصول شخص من أصل إفريقي إلى رئاسة الولايات المتحدة، قوبل بتوقعات كبيرة في إفريقيا والعالم الإسلامي.تطلعت جميع الشعوب والبلدان التي سحقها النظام الإمبريالي والرأسمالية العالمية إلى أوباما وهو يعتلي سدة الحكم في أقوى وأغنى دولة في العالم. تلك الدولة التي تستهلك أيضًا معظم الموارد وتحرق أي بلد تشاء في سبيل مصالحها.كان العالم يتوقع من أوباما أن يكون متفهمًا للشعوب المظلومة، التي انتهكت حقوقها، واغتصبت ثرواتها.أوباما هو خيبة أمل كبيرةانخفضت التوقعات يومًا بعد يوم لتتحول في النهاية إلى خيبة أمل. لم يتمكن أوباما من إنصاف السود وذوي الأصول اللاتينية والمسلمين و"المنبوذين" والأقليات داخل المجتمع الأمريكي كما لم يتمكن من تأسيس نظامٍ جديد في العالم.أعتقد أن أكبر خطأ تم ارتكابه كان منح أوباما جائزة نوبل للسلام. بعد نيله الجائزة، سعى لعدم تعرض أي جندي أمريكي لضرر، ولم يدخل الجيش الأمريكي في أي معركة برية. لكن الولايات المتحدة وقفت تتفرج على مقتل مئات الآلاف من البشر مما جعل إدارتها تتسم بجملة من التناقضات.لا تريد أن تكون في اللعبة لكن تريد فرض قواعدهاتمتلك الولايات المتحدة الحق في ألا تعرض مواطنيها لأي أذى، لكنها في الوقت ذاته لا تريد ترك الشرق الأوسط. من حق الولايات المتحدة أن توقف تدفق التوابيت إلى بلادها لكنها في الوقت ذاته لا تريد احترام حق دول المنطقة بتقرير مصيرها وبناء سياساتها.الولايات المتحدة لا تريد أن تكون ضمن اللعبة لكنها تريد ضبط تلك اللعبة بقواعدها الخاصة. تبدي رغبة بالخروج من الشرق الأوسط، لكنها تريد الحافظ على هيمنتها في تلك المنطقة. كل هذه القضايا خلقت تناقضات عميقة داخل الإدارة الأمريكية، وولَّدت سياسات خاطئة معرضة للتغير في أي لحظة.وفي الوقت الذي تتفاخر فيه الولايات المتحدة بكونها الدولة الأكثر قوة في العالم، تدخل التاريخ من باب إنتاج أكثر السياسات الخرقاء في العالم. وبالتزامن مع ذلك يعيش الشرق الأوسط، بسبب سياسات أوباما الخاطئة أعمق أزمة شهدها خلال السنوات الخمسين الماضية.تحويل الصديق إلى عدوتسببت إدارة واشنطن بإزعاج صديق مهم لها مثل تركيا وإبرام تحالفات مع دولٍ كانت "العدو الأكبر" بالنسبة لها لسنوات. أعتقد أن تلك السياسات كانت بدافع تلك الجائزة التي تلقاها أوباما. لا نسجل اعتراضًا على ذلك. لكن ما يصعب فهمه هو هذا التحالف مع إيران، وانتهاج مواقف معادية لتركيا.نعم، لا نقول إن على الولايات المتحدة إرسال جنودها إلى سوريا، لكنها تقوم بعمليات جوية وتقدم دعمًا مخابراتيًا ولوجستيًا لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية، التي تنفذ بدورها عمليات إرهابية داخل تركيا، وتسعى أيضًا إلى تغيير التركيبة السكانية في سوريا، وتتسبب بموت مئات الآلاف من الأشخاص. أعتقد بضرورة سحب جائزة نوبل للسلام من أوباما.اعترافات من الأمريكيينبعد كل هذه السياسات الغريبة وغير المبررة هناك من يبحث عن "إستراتيجيات عميقة" لدى الإدارة الأمريكية. علمًا أن رأي السياسيين الأمريكيين السابقين لا يتوافق مع ذلك.قال وزير الدفاع الأمريكي السابق، هاغل إن أوباما "لا يملك سياسة محددة تجاه سوريا"، معترفًا بأن ذلك البلد ترك ليواجه مأساته بمفرده.أما مجموعة من المسؤولين السابقين في وزارتي الدفاع والخارجية، فقد أعلنوا من خلال بيان مشترك لهم، ضرورة التدخل في سوريا ووضع نهاية لنظام الأسد. تلك الاعتراضات التي أتت من قبل مسؤولين في الولايات المتحدة إنما تشير إلى أن سياسة أوباما في الشرق الأوسط، "غير متوازنة وغير متناسقة".أما السفير الأمريكي السابق لدى تركيا، جيفري، فقد انتقد سياسات الإدارة الأمريكية بشكل علني. إضافة إلى أن الدعم غير المعلن الذي قدمته الولايات المتحدة لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في تركيا يوم 15 يوليو الماضي، تسبب بنقاشات وتجاذبات حادة داخل الإدارة الأمريكية. أعتقد أن "جولن" كان سيصبح مقربًا جدًا للإدارة الأمريكية لو نجحت عملية الإطاحة بأردوغان. لكن وعلى أرض الواقع لم تحقق منظمة جولن إلا "جبالًا من الإخفاقات".كما قال جيفري: "ما لم تلتزموا بالوعود التي قطعتموها للأتراك فستندمون كثيرًا، أعتقد أن تركيا محقة في الشأن السوري بخلاف ما تروج له الولايات المتحدة ومنظمة "ب ي د"، مقدمًا شرحًا مفصلًا عبر محطة "بي بي سي" التلفزيونية حول الأساليب التي انتهجتها الإدارة الأمريكية لخداع الحكومة الأمريكية.لن يترك أوباما إلا الحطاملعل دعم الولايات المتحدة لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية وذراعها في سوريا، يعتبر من أكثر الحركات السياسية التي تسبب بمعضلة للسياسة الخارجية الأمريكية. إن عملية جرابلس العسكرية كشفت عن هذا المأزق وأظهرته أمام العالم أجمع. إلى ذلك "أقسم" نائب الرئيس الأمريكي بايدن خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة التركية أنقرة على أن بلاده ترفض المحاولة الانقلابية مطالبًا منظمة "ب ي د" بالانسحاب إلى شرق الفرات. ومع ذلك، فإن تركيا لم تعد تثق بأي من هذه الكلمات.وأخيرًا، أعلن المرشح الرئاسي الأمريكي ترامب أن "داعش" ما هي إلا صنيعة أوباما ووكالة الاستخبارات المركزية (سي أي ايه). لكن لم يصدقه أحد.وبالمحصلة، فأوباما الذي حصل على جائزة السلام لكنه قتل السلام في الشرق الأوسط إفريقيا سيذهب قريبًا. ولا أعتقد أن القول بأنه "لن يترك خلفه غير الحطام" ستكون تهمة كبيرة بحقه.