09 نوفمبر 2025

تسجيل

قيادة أمريكا للحلف تقزيم لدور مصر

14 سبتمبر 2014

عندما يقف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالأمس بالقاهرة وإلى جانبه وزير الخارجية المصري سامح شكري في مؤتمر صحفي للحديث عن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي ويتحدث كيري ويملي على الوزير المصري شروط أمريكا على مصر ويحدد لها كيف يجب أن تتعامل مع شعبها في مجال حقوق الإنسان وكيف يجب أن تحترم الديمقراطية وكيف يجب عليها أن توجه اقتصادها فإن ذلك يدفع المواطن العربي قبل المواطن المصري إلى الدهشة والاستغراب لأن مصر وشعبها العظيم يعرف جيداً كيف يدبر شؤون حياته السياسية والاقتصادية وهو ليس بحاجة إلى معلم أمريكي يعطيه الدروس وليس بحاجة إلى نصائح مغلفة بالإنسانية والحرص على الديمقراطية وحقوق الإنسان من دولة تعادي الإنسانية وتعمل على قتل الحرية وتدمر حقوق الإنسان في أي بلد عربي لا يرفع يداه مستسلماً لإرادتها ورغباتها ومصالحها. لكن الأخطر من كل ذلك هو أن الوزير الأمريكي يطالب مصر بالالتحاق بحلف دولي ضد تنظيم داعش الإرهابي بقيادته الأمريكية وهو بالتالي سوف يوجه العمل ويعطي الأوامر ويحدد متى وأين وكيف يعمل هذا الحلف مما يعني أن مصر ستكون دولة "تابعة" للإدارة الأمريكية وتنفذ قراراتها وفق الرؤية والمخطط الأمريكي وهنا تقع مصر في مأزق وطني وقومي طالما عمل الشعب المصري للخلاص منه بل وأسقط نظام حسني مبارك من أجله وهو كيف لمصر "القيادة والريادة" للأمة العربية أن تستمر "تابعاً" للإدارة الأمريكية؟!إن شعب مصر العظيم ثار ضد هذه التبعية وثار ضد نظام حسني لأنه أفقد مصر دورها القيادي والريادي للأمة العربية وجعلها ذلك النظام السابق "لا تهش ولا تنش" في قضاياها الوطنية وقضايا أمتها العربية وأمنها القومي العربي لأن هذه "التبعية" كانت على حساب "كرامة" و"سيادة" و"عزة" مصر.. وعلى حساب قرارها المستقل والمطلوب وطنياً وقومياً.والأهم أيضاً أن هذا الحلف تشوبه الكثير من الشبهات لأن تنظيم داعش الإرهابي هو صناعة صهيونية – أمريكية بل أنه "رأس الحربة" لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد في تقسيم المقسم وتفتيت المفتت بالوطن العربي لهذا طالبت في مقال سابق من النظام الرسمي العربي أخذ الحيطة والحذر من هذا الحلف المشبوه ضد تنظيم داعش الإرهابي لأن هذا التنظيم هو صناعة أمريكية – صهيونية، فكيف تقود أمريكا اليوم حلفاً ضده؟!المطلوب أن نرفض هذا الحلف بقيادة أمريكية ونبحث عن حلف عربي بقيادة مصر القيادة والريادة للخلاص من إرهاب داعش وإرهاب الإدارة الأمريكية والصهيونية.