03 نوفمبر 2025

تسجيل

القيادة .. مواهب ومهارات

14 سبتمبر 2014

قلنا سابقاً بأن القيادة مثلما هي فطرة فإنها خبرة أيضاً .. الخبرة التي تنشأ بفعل تدريب مكثف ودخول جريء في معترك الحياة باستخدام أساليب وأدوات متنوعة تعين على مواجهة تحدياتها العديدة ، بل التغلب عليها أيضاً وتوجيهها نحو الأفضل .. وقد ذكرنا من ذي قبل بعض صفات أو مؤشرات القيادة ، منها الثقة بالنفس والقدرة على اتخاذ القرار وتحمل مسؤولية ذلك .. من الصفات الأخرى للقيادة ، الرؤية البعيدة والأفق الواسع ورحابة الصدر ، فإنها صفات لا تتوفر في غير القادة . ثم العمل المستمر وعدم الركون إلى الدعة والهدوء وتجويد العمل والإبداع فيه . يضاف إلى ذلك ، قلة الكلام ، إذ هي صفة أساسية في القائد ، باعتبار أنه عادة إلى الفعل يميل ، ويتجنب القال والقيل ، ولأنه يؤمن بأن قلة الكلام المصحوب بهدوء رزين ، باعث على التأمل والتفكر ، وبالتالي ضمان لصناعة قرار جريء واتخاذه في وقته المناسب . القائد الحقيقي يمتلك مهارة كسب الآخرين الذين معه بجميع درجاتهم ووظائفهم . تجد الكل يحبه مثلما هو يحبهم ، وتجده يحب الخير للجميع ، لا يؤذي ولا يحسد ، ويقدر ذوات الجميع ويحترمها . الجميع سواسية عنده ، لا فرق بينهم إلا بالعمل الجاد الإيجابي النافع . يسمع وينصت للجاد المخلص ، ولا يلتفت كثيراً لمن صوته يسبق عمله . القائد يثق في قدراته ويدرك تماماً قيمة العمل الجماعي أو العمل بروح الفريق الواحد، فتراه بسبب ذلك يستشير هذا وذاك ، ويسأل الصغير والكبير ، ويستفيد من خبرة وعلم كل من معه ، فلعل أحدهم يكون مفتاح الإبداع معه دون أن يدري ، فتكون مهمته كقائد أن يتعرف عليه ويتعاون معه لفتح مغاليق الإبداع ، ليكون الاثنان سبباً في أي نجاح إن حدث . القائد الحقيقي النبيل لا ينتهز مواقف النجاح وينسبها الى نفسه بحكم المنصب والصلاحية ، بل يشارك النجاح مع أي مساهم مهما كانت مساهمته ، لكن تجده وقد انفرد بمسؤولية أي إخفاق قد يقع ، فالخير عنده يعم ، لكن الشر يخص ، على عكس ما هو سائد في كثير من مؤسسات العمل ..