20 سبتمبر 2025
تسجيلبالأمس استقبل السيد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي استقبالاً حافلاً وحاراً سواء من النظام الرسمي العربي الممثل في وزراء خارجية الدول العربية أثناء اجتماعهم بالقاهرة أو من خلال الشعب العربي ممثلاً بالشعب المصري وقبل ذلك هتفت الحناجر باسم أردوغان وصفقت له الأيدي في لبنان وسورية وفي الخليج العربي والمغرب العربي كذلك. هذا التقدير والاحترام والتحية للسيد أردوغان ولتركيا وشعبها جاءت نتيجة واضحة وبسيطة وهي أن هذا الزعيم المسلم قال "لا" للعدو الصهيوني وقال "لا" لإرهابه وقال "لا" للغطرسة والاستهتار الصهيوني وقال لهذا العدو "العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم"، عندما تجرأ هذا العدو وقتل تسعة أتراك كانوا على متن سفينة الحرية "مرمرة" التي كانت متجهة لفك الحصار عن قطاع غزة المحاصر. الزعيم التركي هذا أدرك وعرف كيف يروج للمشروع التركي وكيف يمكن أن يدخل إلى قلوب العرب جميعاً من خلال تحديه لهذا الكيان الصهيوني وعرف كيف يكسب مشاعر وقلوب العرب لأنه يعرف جيداً أن العرب من المحيط إلى الخليج يعتبرون "إسرائيل" عدوهم الأول طالما استمر في احتلال الأرض وطالما استمر في رفض السلام وطالما استمر في عدوانه وإرهابه. النظام الإيراني أيضاً حاول ترويج مشروعه في الوطن العربي من خلال دعم المقاومة اللبنانية واستخدم نفس السلاح الذي استخدمه النظام التركي بمعاداة العدو الصهيوني ومن خلال هذه النافذة دخل إلى لبنان ودخل إلى سورية كذلك واستطاع النظام الإيراني كسب وتأييد بعض العرب والمسلمين من خلال هذا الدعم سواء للمقاومة اللبنانية أو المقاومة الفلسطينية خاصة حركة حماس بقطاع غزة. نستطيع القول بعد ذلك وبعد هذا الاستقبال الشعبي والرسمي الحار للسيد رجب أردوغان أمس أن لتركيا مشروعاً تعمل من أجله وتخطط بذكاء ودهاء لنجاح هذا المشروع وهذا المشروع بشقه الموجه للعرب أصفق له شخصياً حتى الآن وأتمنى أن يترجم على أرض الواقع وتذهب السفن التركية ترافقها البحرية التركية نحو قطاع غزة وتفك الحصار عن شعبنا المحاصر هناك، وبالتالي نستطيع من خلال هذا الموقف التركي كسب حليف مسلم لنصرة قضيتنا المركزية القضية الفلسطينية حتى ولو كان ذلك ضمن مشروع تركي واسع يشمل الوطن العربي لأن مثل هذا التحالف لا يكون على حساب مصالحنا وإنما يصب في خدمة هذه المصالح كما يصب في مصلحة الشعب التركي الشقيق. أما المشروع الإيراني فقد انتقدته أمام وزير خارجية إيران السابق السيد منوشهر متقي عندما أجريت معه مقابلة لإذاعة قطر ولهيئة الإذاعة البريطانية الـ"B.B.C" عندما كنت مراسلاً لها في الدوحة، وقلت له يا سعادة الوزير إن موقف إيران يدعو إلى الدهشة والاستغراب والحيرة فكيف تدعمون المقاومة في لبنان وقطاع غزة وأنتم في نفس الوقت ترحبون وتؤيدون العملاء والخونة الذين جاؤوا على ظهور الدبابات الأمريكية إلى العراق.. فجاءت إجابته دبلوماسية وغير مقنعة مما يثير عدة أسئلة عن المشروع الإيراني في المنطقة ويضع علامات التعجب والدهشة حول هذا المشروع ولكن ورغم كل ذلك يمكن القول إن لكل الدول مشاريع وهذه الدول تعمل من أجل خدمة هذه المشاريع التي تصب في نهاية الأمر في مصالحها وهنا أحدد المشروعين التركي والإيراني ولا أريد الحديث عن المشاريع الأخرى للدول، وخاصة المشروع الأمريكي أو المشروع الأوروبي أو المشروع الصهيوني، فالكل يعرف جيداً أهداف هذه المشاريع الاستعمارية العدوانية. ويبقى السؤال المهم والذي نوجهه إلى نظامنا الرسمي العربي أين المشروع العربي أمام هذه المشاريع؟!