11 سبتمبر 2025

تسجيل

الصالونات الأدبية (٣)

14 أغسطس 2019

قديما قالت العرب: كل راض بعقله.. بماله لا، وهذا ينطبق على بعض النماذج في الحياة. من هنا كانت إشكالية أحدهم أن الفنون القديمة في دول المنطقة فنون فقيرة شكلا وموضوعا.. ماذا كان يملك الفنان القديم حتى يؤثر في الاخر.. شكل غنائي موحد تحت مسمى الصوت أو عبر البحار في سفينة الغوص وذلك النهام.. دعنا من كل هذا فن الصوت إطار عام ذات النغمة ذات الإيقاع والأغنية متداولة بين الجميع كان هذا الأمر مشاعا مثلا يؤديه زيد.. بعدها يقوم بأدائه عبيد ثم ماذا أضاف فن الصوت إلى الغناء؟ هل حدث تطور! لا.. وألف لا.. أما فن «البسته» والذي قام كل المؤدين بأدائه. فهو فن مستورد من بلاد الرافدين، حتى هذا الفن مستورد ويقال إن فن الصوت أيضا مستورد من بلاد اليمن السعيد!! احتدم النقاش وفي مثل هذه المناقشات لا ينتهي سريعا لأن كل مجتهد يدافع عن وجهة نظره ولكن بعض النماذج تنطلق عبر فكر وثقافة والبعض ينطلق مع الأسف عبر انطباع شخصي ودون دليل علمي أو إطار موضوعي. من هنا كان رد الباحث «بوسعد» الذي قال: لدينا كل فنون الأرض أولا ولابد أن نعي وندرك أن الحضارات تتبادل الفنون. التأثير والتأثر واضح.. نعم تأثرنا بمن حولنا وهم تأثروا بنا وهذه هي الحياة في سيرورتها.. نعم كما نقول لم نملك الوسائط.. وهذه حقيقة تلك الحقبة ولكن مثل كل شعوب الأرض لدينا المواهب الخارقة، لدينا عبدالله فضالة بجانب ضاحي بن وليد ولدينا بو طبنية بجانب العلان. وكان راشد سالم الصوري يرافق سالم فرج ودعني أتوقف قليلا لأقول بالفم المليان. إن الفنان الذي كان يؤدي فن الصوت قد ساهم بشكل رائع في ثقافة المجتمع. صمت الجميع. وكأنما قد قرأ «بوسعد» على وجوهنا أمارات التعجب: هنا انبرى ذلك الدعي وقال في إطار من السخرية المرة « يلا خذ « يقول في إطار الثقافة!! أي ثقافة!! سوى مفردة.. ياليل دانة.. ياليل دانة!! وعبر تلك النقرات على آلة المراويس والجلوس يرددون: عاشوا.. عاشوا كل الأغاني القديمة ذات أداء رتيب. اما أن نحمل الأمر بما لا يحتمل فهو أمر مغاير للواقع والحقيقة. أي ثقافة في فن الصوت أو «البسته» صمتنا جميعا ذلك ان الموضوع قد اتخذ منحنا اخر. قوامه الهجوم المباغت من قبل كل فريق على الاخر هل حقا فن الصوت عبر الفنان قد ساهم في إطار الثقافة المجتمعية هذا ما نريد أن نعرفه.. وكيف؟ وللحديث بقية..... [email protected]