19 سبتمبر 2025

تسجيل

ما هو هذا التردد ؟

14 أغسطس 2016

إنه ذلك الهمس أو الصوت الخافت الخفي الذي يأتيك من أعماقك، يدعوك إلى عدم الإقدام على أمر ما، أو خوض ما أنت بصدد الخوض فيه والقيام به، سواء كان على شكل تغيير أمر أو عمل ما، فيدعوك ذاك الصوت الهامس الخافت إلى التوقف والتفكر مرات ومرات، إما بقصد التروي والبحث في أعماقه واستشارة العارفين به، وهو أمر إيجابي لا شك، أو صدك عن الإقدام واتخاذ القرار، وهذا هو الجانب السلبي من التردد، حيث يبدأ ذاك الصوت في هذا الجانب، يقرأ عليك أوهاماً ومخاوف عدة ويدعوك إلى تخيل صور سلبية بائسة، كنتيجة حتمية إن أقدمت على ما أنت تعزم القيام به. ليس كل تردد غير محمود ومكروه، بل هذا أمر طبيعي باعتبار أن الإنسان قدرات وإمكانيات وطاقات، فالتردد الإيجابي يقع حين تقل المعلومة وتغيب، أو تكون الرؤية ضبابية غير واضحة أو غيرها من أسباب تجعل الاستمرار في هذا الأمر ليس بالأمر المحمود، وإن الاستماع للصوت الخافي هنا والصادر من أعماقك، سيكون هو الحكمة ذاتها. لكن في الجانب الآخر، إن أنت واصلت الاستماع إلى النوع الآخر من الصوت الخافت السلبي المثبط، رغم توفر كل أسباب النجاح، فإنك هاهنا مُعَرَّضٌ لأن تتخذ قراراً بالتوقف وكبح جماح حماستك الأولية. إنك كلما تباطأت في اتخاذ القرار واستمعت أكثر إلى ذاك الصوت المثبط، كنت أنت نفسك سبباً في دعم روح التثبيط والقعود بأعماقك، بل وتجد نفسك بعد حين من الدهر قصير، قد ألغيت قرار التغيير أو القيام بعمل جديد، لتعيش بعدها على الفور صراعاً آخر أسوأ، على شكل تأنيب للضمير وتوبيخ للنفس على التفريط بما كنت ستقوم به .. وستدخل دوامة من التفكير لن تخرج عنها سريعاً. أعقلها وتوكل على الله، بعد أن تتخذ كافة أسباب النجاح، فالله يحب إذا عمل أحدنا عملاً أن نتقنه.