15 سبتمبر 2025

تسجيل

قراءة اعلامية في العدوان على غزّة (1)

14 أغسطس 2014

سوف يسجل التاريخ لدولة قطر وقفتها المشهودة من أشقائنا الفلسطينيين في غزة الصامدة، بأحرف من نور، تلك الوقفة الإنسانية التي لم تقدم عليها أية دولة عربية او غير عربية، من خلال هذا التكاتف والتعاضد لنصرة المظلوم، من العدوان السافر والهمجي عليهم من قبل الجيش الاسرائيلي المقهور، الذي تلقى ضربة موجعة من قبل المقاومة الفلسطينية الباسلة، حيث تصدت له بكل ما تملك من قوة رغم إمكاناتها المتواضعة، وأثبتت للعالم أن الجيش الذي يقال عنه في السابق لا يقهر غدا أحد الجيوش المقهورة، ونال درسا قاسيا لن ينساه في حياته قط! فقد تكبد العدوان البربري على غزة خسائر جسيمة في مجالات لم تكن تقع في حسبانه، ومنها: أولاً: خسائر فادحة في الأرواح فاقت توقعاته، ولا يستبعد أن تكون أعداد القتلى والجرحى بالمئات، رغم التعتيم الاسرائيلي على الارقام الصحيحة للخسائر، بسبب خوفهم من السخرية التي سيتلقونها من قبل الشعب الاسرئيلي والعالم باسره، لأنه يدعي أنه الذي يمتلك الجيش الذي لا يقهر، ولا يصاب جنوده وضباطه في مقتل، وهوفي الحقيقة لا يستحق ذلك اللقب الوهمي.ثانياً: تعرض الشعب الاسرائيلي لبعض الضغوط النفسية، فجعلت الكثير منهم يغادر إسرائيل بحثاً عن الأمن والأمان خارج منطقة الحرب.ثالثاً: الحرب على غزة خسرتها اسرائيل عسكرياً قبل ان تخسرها اعلامياً، رغم تنسيق اللوبي الصهيوني لخدمة اسرائيل، وسيطرته على وسائل الإعلام الأكثر تأثيرا في امريكا واوروبا وروسيا، وبعض دول العالم الاخرى المتعاطفة معها، عن طرق ضخ ملايين الدولارات لخدمتها من خلال الاكاذيب والفبركات الإعلامية، التي تعودنا على سماعها من تلك الوسائل المأجورة، ومنها إلصاق تهمة الإرهاب على المقاومة ومن يدافع عن ارضه بأنهم مجموعة من الارهابيين، ولا يعلم الصهاينة انهم أول من علم العالم معنى الإرهاب، وأدخل هذا المصطلح في العصر الحديث، وسيظل ملازما لهم للأبد.رابعاً: من المحزن أن الإعلام العربي كان أسوأ إعلام سيشهد له التاريخ بالفشل والخيبة والخيانة للقضية الفلسطينية، خلال العدوان البربري على غزة الصامدة، لأنه كان إعلاماً متلوناً لا وضوح فيه ولا شفافية ولا تعاطف مع قضية العرب والمسلمين الاولى. ففي العدوان على غزة عام 2008م كان الإعلام العربي صامداً وعادلاً ومتعاطفاً بنسبة 100 % مع أهل غزة، ولكن في عدوان 2014م تلون هذا الإعلام لخدمة بعض الحكومات العربية من ناحية، وخدمة اسرائيل بكل وقاحة من ناحية اخرى، وهذا كان الواقع المر لهذا الإعلام المأجور، الذي باع القضية الفلسطينية من أجل الإملاءات الخارجية، لا لتحقيق الاهداف النبيلة للرسالة الإعلامية الحقة، التي تعودنا عليها في السابق.** كلمة أخيرة:الإعلام العربي خلال عدوان غزة 2014 نال تقييم (درجة صفر بالمائة)، لأنه أثبت للعالم انه لم ولن يتطور، ما دام خائناً لرسالته المهنية، وسيبقى متخلفاً عن ركب التقدم، ما عدا شبكة الجزيرة التي لم تخضع لهذا التواطؤ، ودافعت عن أصحاب الحق المسلوب بكل شجاعة وبمهنية عالية، وهذا هو النجاح الذي حققته الجزيرة، وستظل بسببه مرفوعة الرأس رغم أنوف الحاقدين!! .