15 سبتمبر 2025

تسجيل

إلى هيئة السياحة: مهرجان الصيف لم ينته

14 أغسطس 2005

 انتهى مهرجان عجائب صيف قطر بايجابياته وسلبياته، هكذا أمام الجمهور، ولكن يفترض ان المهرجان أمام القائمين عليه، وأمام الهيئة العامة للسياحة لم ينته، فهناك عمل كبير أمام الهيئة تحديدا للقيام به خلال المرحلة المقبلة، إذا ما أرادت تحسين صورتها أمام الرأي العام. نعم بذل القائمون على المهرجان جهودا مقدرة خلال الفترة الماضية، ولا نريد ان نبخسهم ذلك. لا أريد الحديث عن الايجابيات أو السلبيات التي صاحبت مهرجان صيف هذا العام، فقط ما أريد الاشارة اليه هو عدد من الملاحظات التي اعتقد انه من المهم الالتفات اليها لتلافي الاخطاء، وتطوير المهرجان الذي مضى على تنظيمه اكثر من سنوات أربع، الا ان المستوى والانطباع عنه لا يكاد يتغير. انتهى المهرجان نعم، ولكن يجب ان تشكل على الفور لجنة عليا تتفرع منها لجنتان، مهمة اللجنة الاولى اجراء تقييم موضوعي وجاد لفعاليات المهرجان، وبحث اوجه القصور وكيفية علاجه، والجوانب الايجابية وكيفية تدعيمها، فيما اللجنة الثانية مهمتها الاعداد لمهرجان الصيف المقبل من الآن، والعمل على وضع برامج وتصورات لما يمكن عمله. للأسف الشديد كما حصل هذا العام، فإن المهرجان لم يتم الاعلان عن نية تنظيمه إلا قبل انطلاقته بنحو عشرة أيام، وهذا أمر خاطئ لأكثر من سبب، منها ان الناس قد برمجت ما تنوي القيام به، والبلدان التي ستقوم بزيارتها خلال الصيف، وقامت بإجراء الحجوزات سواء الطائرات أو الفنادق، وبالتالي لن تتراجع عن السفر في حال علمها ان هناك مهرجاناً محلياً. الامر الثاني ان الآخرين من دول الجوار كانوا قد «غزونا» داخل ديارنا، عندما وصلوا الينا واعلنوا عن مهرجاناتهم الصيفية، فيما نحن غائبون تماما عن ذلك. الأمر الثالث ان ما يمكن التعاقد بشأنه مع الشركات بسعر مليون ريال مثلا، سيرتفع الى عشرة أضعاف ذلك، نظرا لضيق الوقت، وقلة البدائل، وعدم وجود وقت متسع يتيح البحث عن شركات أخرى. صحيح ان مهرجان الصيف هذا العام خصص له نحو «37» مليون ريال، ولكن هل المبلغ يتناسب مع مستوى ونوعية الفعاليات التي نظمت؟، اعتقد ان غالبية المبلغ صرفت على التعاقدات لانه لم يكن هناك متسع من الوقت للبحث عن البدائل، اضافة الى الجوائز المالية. نريد من هذه اللجنة الاعداد لمهرجان العام المقبل من اليوم، من خلال اجتماعات متواصلة، وزيارات ميدانية للدول التي تشكل مهرجاناتها حدثا يستقطب الجمهور. وهذا أمر مهم وهو ضرورة اشراك مؤسسات واجهزة الدولة الأخرى، بحيث تكون هذه الجهات شريكاً أساسياً في مهرجان الصيف، وتتولى كل جهة تنفيذ فعاليات معينة والاشراف عليها، وهذا الامر له ايجابيات عدة ابرزها انه يخفف الضغط على الهيئة العامة للسياحة، ويتيح لمؤسسات واجهزة الدولة التنافس فيما بينها لتقديم افضل ما لديها، ابتكار اساليب جديدة في التسويق والترويج والترفيه، ونلغي بذلك المركزية التي في كثير من الاحيان تقتل الحدث حتى ولو كان مميزا. واعتقد ان تجربة «كيوتل» تدفع لاشراك المؤسسات الاخرى، فقد استطاعت «كيوتل» على الرغم من كونها التجربة العملية الأولى لها، الا انها نجحت بامتياز في تنفيذ فعاليات وبرامج لاقت استحسان الشريحة الغالبة من الزوار، وبالتالي يمكن تكرار هذه التجربة مع جهات أخرى، خاصة اذا ما شعرت هذه الجهات بأنها شريك أساسي في صنع القرار، وليس مجرد حضور، او انها تتلقى التعليمات فقط من قبل الهيئة العامة للسياحة. نحن نريد للفعاليات التي تنظم في بلادنا ان تكون الافضل والأحسن ليس فقط على المستوى الخليجي، بل والقاري أيضا، فكما نجحت بلادنا في تنظيم فعاليات وأحداث على أصعدة اخرى، سياسية ورياضية واقتصادية....، نريدها كذلك ان تنجح وبامتياز على الصعيد الترفيهي والترويحي، فنحن لدينا كل الامكانات التي تؤهل بلادنا، وتجعلها قادرة على اقامة مهرجانات نوعية، تكون محل حديث الجميع، بالداخل والخارج، وتجعل من قطر قبلة يقصدها الزائر والسائح.