11 سبتمبر 2025
تسجيلإذا استقامت استقام معها كل شيء في الحياة، وإذا انتكست انتكس معها كل شيء، فما أجمل دنيا الناس إذا ساروا مع الفطرة!. وما أقبحهم إذا سلكوا دروب الصدام مع الفطرة!. وإذا هم حاربوا الفطرة ودعاتها وكل من يقوم على أمرها!. انتكاسة ما بعدها انتكاسة، وضياع وتيه وجاهلية تعيشها الإنسانية الآن لم تشهده حتى في زمن سيدنا لوط عليه السلام، مع أنها حضارة بلغت ما بلغت من تقدم علمي ابتكارات واختراعات في كافة المجالات، ولكنها فقدت أخلاقها وفطرتها وإنسانيتها، انبهرنا بالماديات التي تعيشها وتصدرها ونسينا الفطرة!. إنا لنرى هذه الإنسانية ودعاتها في سفاهة وقذارة عدما تحارب الفطرة التي فطر الله رب العالمين الناس عليها، تحارب الأخلاق والفضائل والقيم، حتى أصبح متنفذو منصات التواصل الاجتماعي يحاربون من يدعو إلى الفطرة، ويرفع شعار الفطرة، ويحذر كذلك الناس من دعاة المثلية المنحرفين من خلال هذه المنصات. أدعياء الحضارة والتقدم الشكلي العلمي يعانون من أزمة سقوط أخلاقي لا مثيل له!. وأدعياء الحرية وحقوق الإنسان يعيشون أزمة قيم وآداب. قال تعالى ((وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ* أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ)). عجب في عبارته الأولى من إتيانهم هذه الفاحشة، وهم يبصرون الحياة في جميع أنواعها وأجناسها تجري على نسق الفطرة، وهم وحدهم الشواذ في وسط الحياة والأحياء، وصرح في عبارته الثانية بطبيعة تلك الفاحشة، ومجرد الكشف عنها يكفي لإبراز شذوذها وغرابتها لمألوف البشرية، ولمألوف الفطرة جميعا؛ ثم دمغهم بالجهل بمعنييه: الجهل بمعنى فقدان العلم، والجهل بمعنى السفه والحمق. وكلا المعنيين متحقق في هذا الانحراف البغيض، فالذي لا يعرف منطق الفطرة يجهل كل شيء، ولا يعلم شيئا أصلا؛ والذي يميل هذا الميل عن الفطرة سفيه أحمق معتدٍ على جميع الحقوق". وإذا أرادت الإنسانية الراحة والاستقرار والطمأنينة والنهضة الحضارية السليمة، فأمرها بلا شك مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمحافظة على فطرتها بكل مفرداتها التي فطرها الله تعالى عليها، وليس لها إلا ذلك! وإلا الانحدار والهاوية والقذارة، هل في هذا شك؟!. جاء في كتاب الفوائد للإمام ابن القيم رحمه الله "أرض الفطرة رحبة قابلة لما يغرس فيها، فإن غرست شجرة الإيمان والتقوى أورثت حلاوة الأبدان، وإن غرست شجرة الجهل والهوى فكلُّ الثمر مُرٌّ". ستبقى الفطرة السليمة فطرة ولو كثر أتباع المثلية النشاز ومن يدعمهم ويعلي أعلامهم في كل مكان!، وراية الفطرة السوية قائمة ترفرف لن تسقط وإن لم يرفعها أحد، وأعلام المثليين ساقطة ولو رفعها أدعياؤها في كل مكان. فالحرام حرام، والمنكر منكر، فجمال وبهاء الحضارة ما تحمله أولاً من أخلاق وقيم وآداب ومبادئ وثوابت لا بما ترفعه من تقدم في الماديات!. "ومضة" الفطرة السوية ستبقى فطرة ولو نهشتها الذئاب أو تداعت عليها!.