15 سبتمبر 2025
تسجيلقطر حليف إستراتيجي مهم بقدراتها ومواقفها من المؤكد أن قيمة أي دولة ومكانتها لا تقاس فقط بعدد سكانها أو حجم مساحتها من الأرض، وإنما تقاس بحجم إنجازاتها، وضخامة نواتجها، وتميزها بين الأمم، وبصلابة مواقفها الداعمة للحق. ومن هنا نفهم ونقيم ذلك الترحيب الكبير، والتقدير العظيم الذي لقيه حضرة صاحب السمو الأميرالمفدى من الإدارة الأمريكية أثناء زيارته الرسمية للولايات المتحدة، في الأسبوع الماضي. وكما شاهدنا جميعا على شاشات التلفاز، فإن الرئيس ترامب ومساعديه لم يتوقفوا عن الإشادة بالأمير وحكومته، وما قدمته قطر للولايات المتحدة في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية. وكان الفرق شاسعاً بين هذه المقابلة وما عكسته من شعور بالعزة والفخارلدى كل القطريين والمقيمين في قطر، وبين المقابلات المذلة التي نالها بعض حكام المنطقة في زياراتهم لواشنطن في العامين الماضيين. وكما جاء على لسان الرئيس ترامب وغيره من المسؤولين الأمريكيين، فإن قطر قد قدمت الكثير للولايات المتحدة ، وكانت بذلك نعم الصديق الذي يستحق الشكر والثناء. * فقطر استضافت منذ منتصف التسعينيات، قاعدة العديد التي وفرت لطائرات الولايات المتحدة القدرة على القيام بما تحتاجه من طلعات جوية لخدمة أهدافها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، وغرب آسيا، في إطار ما يطلقون عليه الحرب على الإرهاب. وبذلك فندت قطر كل ما تم توجيهه لها من بعض الأشقاء من تهم بدعم الإرهاب ومساندته، وها هو البنتاغون يشيد بتعاون قطر العسكري مع الولايات المتحدة، وبجهودها في احتواء التوتر بالمنطقة. وفرت قطر فرصاً استثمارية ضخمة للشركات الأمريكية-وفي مقدمتها شركة موبيل- التي عملت على تطوير حقل الشمال للغازمنذ منتصف التسعينيات، وساعدت بالتالي في جعل قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم بطاقة إنتاجية بلغت 77 مليون طن سنوياً إضافة إلى سوائل الغاز من المكثفات والبروبان والبيوتان. ومع تسارع نمو الإقتصاد القطري، أصبحت الولايات المتحدة في مقدمة الدول المصدرة للسلع إلى قطر. ومنذ أن أصبح لقطر فوائض مالية ضخمة في العقد الأخير، فإن جانب كبير من تلك الفوائض المالية قد أعيد استثمارها في الولايات المتحدة في صورة استثمارات مالية-سندات وأسهم-، أو في صورة مشروعات صناعية، كمشروع ساحل الخليج الأمريكي للكيماويات الذي تم الإتفاق على إقامته بين قطر للبترول، وشركة شيفرون في الولايات المتحدة. وكانت الشركتان قد اتفقتا مؤخراً على إقامة مشروع آخر للكيماويات في رأس لفان لتكسير الإيثان. وتعتبر شركة الخطوط الجوية القطرية واحدة من كبريات شركات الطيران في العالم، وتملك أسطولاً من الطائرات الضخمة والحديثة التي يتم تصنيعها لدى شركة بوينج في الولايات المتحدة. وتحرص قطر أيضاً على بناء قواتها الجوية، وتتعاقد على شراء كميات كبيرة من الأسلحة الدفاعية، ومن الطائرات الأمريكية المتطورة لحماية أجوائها. وتساهم كل هذه الصفقات مع الولايات المتحدة في خلق المزيد من فرص العمل في الإقتصاد الأمريكي، وهو ما تشيد به الإدارة الأمريكية في كل المناسبات وتحرص على استمراريته. وقامت قطر بدورمهم في استضافة مباحثات السلام بين الولايات المتحدة وطالبان، بما ساعد على قرب إنهاء التواجد العسكري الأمريكي في أفغانستان. وفي المقابل.. لا يوجد ما تخشاه قطر على أمنها، حتى تقول الإدارة الأمريكية -كا قالت للغير- إننا وفرنا لكم الحماية والأمان،، فعلاقة قطرمع إيران علاقة صداقة وجيرة، وتقوم على الود والتفاهم والمصالح التجارية المشتركة. ومواقف قطر الداعمة للسلام العالمي معروفه، ويشهد عليها دعمها المستمر للمفاوضات بين الفرقاء في أفريقيا، والعالم العربي وآسيا. والأكثر من ذلك فإن قطر داعمة للخير ولحقوق الإنسان، ولم ترتكب يوماً مجازر كما فعل آخرون. لكل ذلك،، جلس الأمير- حفظه الله- أمام ترامب واثقاً مستبشرا .