13 سبتمبر 2025
تسجيلواضح أن جوقة من العرب الرسميين - مناصب حالية ومناصب سابقة - والشيوخ المتذيلين لهم فتنة وجحودا يحاولون استهداف سمعة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإذ لم يجدوا ما يبررون به ذلك قاموا يفترون أو يلصقونها بداعش وأمثالها، أو يتذكرون تلك العمليات الاستشهادية التي وجدت في فترة ما من تاريخ الصراع مع العدو والتي كانت في وقتها إبداعا حقق إنجازات كبرى وصنع توازن رعب مع قدرة العدو على استهداف المدنيين. اللافت أن هذه الحرب الإعلامية على "حماس" والتي لا سياق ولا سباق لها تتسق مع اتهامات إيرانية أخرى تستهدف سمعتها أيضا ويبدو – من هذا التساوق – أنها محاولة لصرف الرأي العام الذي تعنيه سمعة "حماس" عن النشاط الدبلوماسي والأمني الصهيوني للنفوذ في إفريقيا ومساعيه الجدية والمحمومة للسيطرة على منابع النيل وجريانه ورهن أكثر من 250 مليون نسمة حوله من المسلمين وتهديد حياتهم وزراعتهم وعيشهم.. وأقول: أما الذين يطعنون في سمعة حماس ويفترون عليها فيكفي أنهم في صف يهود الموالين للعدو وأن سهامهم تنطلق من ذات الجهة وإلى ذات الهدف، وأن فيهم وفي أمثالهم قال الله تعالى (لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين).وأما "حماس" فيكفيها أن يكون هؤلاء خصومها، وأن تكون من الأرض المباركة التي فيها الطائفة المنصورة التي لا يضرها من خالفها أو خذلها.. ومن تكون هذه الطائفة سواها وسوى أمثالها من المقاومين الإسلاميين الذين حققوا ما يشبه المعجزات وما لا ينسب إلا للكرامات الخارقة والمنح الربانية الباهرة والذين قدموا التضحيات من اللحم الحي للقادة والمؤسسين قبل عامة المجاهدين والتابعين لهم بإحسان. أليس من الكرامات والإبداعات أن يكون مؤسسها رجلا قعيدا كسيحا لو سقطت ذبابة على أنفه لعجز عن طردها؛ ثم يكون إن تكلم تسابقت وكالات الأنباء وأجهزة الإعلام العربية والأجنبية متعاطفة معه أو مؤطرة ضده لنقل ما يقول وجعله الخبر الأول في يومها ذاك؟أليس من الكرامات والإبداعات أن هذا المؤسس وبعد كل هذه المسيرة من المجد والشرف والمقاومة وإذ تقرب وفاته ويصبح موته على فراشه كما يموت المرضى والزمنى قاب قوسين أو أدنى إذ بالشهادة تركض إليه ركضا وتأتيه طائعة باسمة فيلقى الله تعالى صائما قائما مقبلا غير مدبر بعد أن ورّث لأمته حركة ملأت الأفق عزما وعدلا وعنفوانا وثورة؟أليس من الكرامات والإبداعات أنها أعادت للأمة شرفها وللقضية قداستها والتئامها وأنها استعادت البعدين العربي والإسلامي للقضية التي أريد لها أن ترصف على أرفف النسيان أو تتورم أرصدة في جيوب الفاسدين المتآمرين؟ أليس من الكرامات والمنح أن قادتها ورموزها لم تمسهم نجاسات الاستبداد والإثراء المشبوه والمصالح الشخصية والعائلية، ولم يسقطوا في الاستفزاز والتحريف الذي يتفتق عنه الذهن الصهيوني المتضافر والمتحالف مع التآمر النفاقي العربي؟ أليس من الكرامات والإبداعات أن كيان العدو بكل ما أوتي وما جهز به من قوة ومن توافر الأسباب وحشد الأتباع والأنصار يعجز عن حسم معركته معها بل عن دخول عشرات الأمتار أمام شبابها وفتيانها الأشبه بالمدنيين، ثم يصرح رئيس وزرائه يوم انسحب من أطراف غزة قبل عامين بقوله سحبت جيشي حتى لا يقتل أو يجرح أو يؤسر، وهو ذات العدو الذي اعتاد أن يكسب معاركه على جيوش كبرى ومؤلفة ومعدة ومعددة في أيام وربما في ساعات؟ أليس من الكرامات والإبداعات أن تكسب "حماس" الرأي العام وأن تقنعه بنهجها الإسلامي الصريح في زمن صار فيه مجرد التدين بالإسلام تهمة وقرينة "للظلامية والرجعية والحجرية والخشبية" فكيف إذا اجتمعت معه المقاومة المسلحة ضد كيان مرعي عالميا ودوليا وللأسف عربيا أيضا؟ آخر القول: لا أجد حرجا من القول إن "حماس اليوم أحد أبرز وأهم تجسيدات قول الله تعالى (وإن جندنا لهم الغالبون) وأن ما وفقت إليه سابقا حقيق وحري أن توفق إليه لاحقا إن ظلت على ما عهدناها وحري أن تحرص عليه، وأما من يشاغبون على سمعتها فالظن أنهم لن ينالوا منها إلا ما أشار إليه قوله تعالى (لن يضروكم إلا أذى).