15 سبتمبر 2025

تسجيل

خمس سنين في مدينة النبي الأمين (27)

14 يوليو 2015

في أثناء وجودي بالمدينة المنورة لا أنسى الصديق الوفي و الجار الندي صاحب الصوت الخاشع فضيلة الشيخ عقاب بن محمد الهجود الحربي.وكان أول لقائي به عند افتتاح جامع الإيمان بآخر حينا بالمدينة فذهبنا للصلاة فيه و حينما دخلنا المسجد بادرنا إمامه بالسلام بترحيب حار ووجه بشوش كأنه يعرفنا من قبل، و عندما أقيمت صلاة المغرب تقدمنا فصلى بنا صلاة خاشعة تزيد في الإيمان و تأخذك معها في ظلال القرآن فتسمع آيات كتاب الله غضة طرية كأنها لحظة تنزلها.و بعد أن أصبحنا نتعهد مسجد الشيخ بين الفينة و الأخرى وتوطدت علاقتنا به قال لي لماذا لا تلقي دروسا في المسجد عندنا؟! فتعجبت كيف عرف أني خطيب!! و أني ألقى دروسا في قطر!! فسألته بعد ذلك و قال لي أنا تلقيت دورات عديدة في علم النفس و أعرف الناس في الغالب من أول وهلة! فبدأت بإلقاء الدروس بعد صلاة العشاء في التفسير حيث ابتدأت بسورة الفاتحة ثم بقصار المفصل، و بعدها شرعت في دروس العقيدة ، حيث شرحت "الأصول الثلاثة" و "القواعد الأربع" و نواقض الإسلام" و "اللامية "و "الحائية "، ثم شرحت في الفقه منسك شيخنا الشيخ عبدالله بن إبراهيم القرعاوي في الحج وغيرهاو كنا نتعهد الشيخ بالزيارة في بيته المجاور للمسجد ويبادلنا هو الزيارة في مسكننا، وبسبب كثرة ذكره وثنائه على رفيق دربه فضيلة الشيخ يونس بن أحمد خوجة البخاري حفظه الله فقد حدا بنا الشوق للقائه، فلما جالسناه وجدنا كرما وعلما.وقد جمعنا والشيخ يونس رحم العلم عن شيخنا حمد الحماد فقد كنا طلابه في الكلية ثم في مرحلة الماجستير في المغني، والشيخ يونس كما أخبرنا كذلك كان من طلابه في الحرم النبوي ودرس عليه بداية المجتهد كاملا و المغني كذلك...و شيخنا حمد الحماد هو صاحب كتاب "المقني في إختصار المغني" وأسلوب درسه عجيب سواء في الكلية في كتاب "بداية المجتهد" لابن رشد و في الماجستير في كتاب "المغني" لابن قدامة، وكان يبدأ الدرس بذكر المسائل التي ستقرأ و يلخصها في أسلوب عجيب قل نظيره و هو بلا ريب فقيه من الطراز الأول .وقد كانت لنا ذكريات جميلة مع الشيخين، أذكر منها حجة جمعتنا ـ أنا و الشيخ عبدالعزيز ـ صحبة الشيخين عقاب و يونس و كنا نسكن جميعا في بيت الشيخ عبدالعزيز بالعزيزية بمكة المكرمة ونتبادل إلقاء الدروس في المسجد المجاور لنا و في المشاعر خاصة في منى في أيام التشريق، فقد كان لهذه الحجة الأثر البالغ في نفوسنا فقد كان وقتنا مشحونا بالفوائد و مراجعة العلم و خاصة في الحج ..... و للحديث بقية