12 سبتمبر 2025

تسجيل

تقبل الاختلاف

14 يوليو 2015

تعيشون معشر الشباب في زمن كل شيء فيه إلى تنوع واتساع، وتلاحظون أن الخيارات على كل صعيد باتت كثيرة جدا، وأن من شأن هذا أن يجعل دوائر الخلاف أوسع بكثير مما كان عليه الأمر في الماضي، وهذا يتطلب منا أن نفهم مسائل الاتفاق والاختلاف على وجه حسن ولعل مما يفيد في ذلك الآتي:* الاختلاف سنة من سنن الله تعالى في خلقه وهذا ما نفهمه من قوله تعالى: (ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين)، "الروم: 22".وقال عزل وجل: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)، "هود: 118"، وما أجمل قوله صلى الله عليه وسلم: "تجدون الناس كإبل مائة لا يجد الرجل فيها راحلة"، رواه مسلم.وهكذا فقد يبحث المرء منا بين المائة من المعارف والزملاء، فلا يجد شخصا واحدا يوافقه في أفكاره وأمزجته.* اختلاف عقولنا ونفوسنا وأهوائنا أشبه باختلاف وجوهنا، ومن هنا تجمعنا أمور عامة، وتفرقنا التفاصيل الصغيرة، وينبغي أن نتقبل هذه الوضعية على ما هي عليه.* خلق الله الناس على طبائع مختلفة فمنهم من يميل إلى التفاؤل، ومنهم من يميل إلى التشاؤم، ومنهم الهادئ والحليم، ومنهم الغضوب الملول.. وهذا يؤدي إلى كثير من الاحتكاك اليومي وكثير من النزاع.* من الناس يا أبنائي الشباب من نشأ في أسرة على جانب من اليسار تعامل أبناءها بالرفق واللين، ولهذا فهم يظنون أن الحياة رخية، ومنهم من نشأ في أسرة يسودها الظلم.. ولهذا فإنه ينظر إلى العالم بمنظار أسود.قال صاحبي: ماذا تعني بكل هذا بالنسبة إلى أبنائنا؟ قلت: إنه يعني الآتي:أ – لا ينظر أحدكم على أنه الأصل في كل شيء، فلدى كل الناس ما يمدح وما يذم، ولديهم ما هو صواب وما هو خطأ.ب – حاولوا فهم وجهات نظر الآخرين وخلفياتهم وظروفهم، واتخذوا من الأعذار والتسامح منهجا تحضون عليه مع كل ذلك.ج – انظروا إلى الاختلاف على أنه تنوع ومصدر ثراء، وليس شيئا يضعف الأمة، أو يكدر صفاءها، فنحن إذا اتفقنا في الكليات لن يضرنا الخلاف في الجزئيات والفرعيات.د – قال ابن مسعود رضي الله عنه: "الجماعة أن تكون على الحق ولو كنت وحدك"، فإذا كانت هناك قرية لا يصلي فيها إلا رجل واحد، فذلك الرجل هو الجماعة وعلى أهل القرية جميعا أن يرجعوا إليه.هـ - لنتهم أنفسنا بدلاً من اتهام الآخرين.و – اعتمدوا الحوار والتفاوض من أجل الوصول إلى أفضل بلورة ممكنة في الأماكن المختلف فيها، واعملوا بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر لإحقاق الحق.