12 سبتمبر 2025
تسجيلتنطلق حفلات التخرج بالمدارس، الابتدائية والإعدادية والثانوية، "بنين وبنات" بمجرد الانتهاء من اختبارات الدور الأول، وتدعو إدارات المدارس أولياء الأمور لحضور هذه الحفلات التي تقام في قاعات على أعلى مستوى، ويستعد أولياء الأمور بشكل خاص لحضور حفلات تخرج أبنائهم "بنين وبنات"، فيستعد الوالد و"يرتز بالبشت" والملابس الفخمة لحضور "عرس التخرج" من المدرسة" فهو في عيون أولياء الأمور العرس الأول لأبنائهم"، كما يستعد الطلاب أنفسهم على ارتداء البشت، والسير على الدرج للتدرب على "درج التخرج ذو الطبقات".كما تستعد الأمهات والطالبات بارتداء أفخم الألبسة بعد رحلات "تسوق عديدة"، وتذهب الأمهات وبناتهن الطالبات إلى صالونات التجميل "الكوافيرات" ومراكز العناية بالجسم والبشرة، ورغم أن هذا يحمل الكثير من الأسر والعائلات "نفقات كبيرة"، إلا أن العائلات تكون في نشوة سعادتها بتخرج أبنائها من الذكور والإناث، ليخطو هؤلاء الأبناء خطوة جديدة متقدمة نحو مستقبلهم في التعليم والحياة، وتنفق الأسر والعائلات بسخاء على التحضير لـ "حفلات التخرج" التي تكون قبل ظهور النتائج، وتصور البهجة والسرور على وجوه الطلاب من الجنسين وأولياء أمورهم في حفلات تخرج أبنائهم وهم يحملون "شهادة التخرج العامة" دون أن يدون فيها أسم حاملها. قبل أيام قليلة طلب مني بعض الأصدقاء والجيران، ومن أعرف وجوههم فقط، ممن ألتقي بهم في المسجد أو في بعض المجالس، طلبوا مني الكتابة عن هذا الموضوع المتعلق بحفلات التخرج وما تليها من مفاجآت، حيث بعد السعادة في حفلات التخرج، ومع ظهور النتائج بعد تأخر في التصحيح وإعلانها بعدة أسابيع، "يحزن" العديد من الطلاب وأولياء أمورهم بسبب "الرسوب"، ويبقى لزاماً على الطالب الراسب في 3 مواد على سبيل المثال، مراجعة 6 كتب "لكل مادة كتابين" فى فترة لا تتجاوز عشرون يوماً قبل إجراء اختبارات الدور الثاني، من هنا أشير إلى أن وزارة التربية والتعليم فى السابق كانت تعلن النتائج بعد ثلاثة أيام فقط من انتهاء الاختبارات، حيث كانت تجري عملية التصحيح لكل مادة في يوم الاختبار فيها، وكانت نتائج الثانوية العامة تعلن بعد أسبوع واحد أو عشرة أيام على أقصى حد، وفي الستينات عندما كانت تصحح أوراق الاختبارات في الخارج، كانت لا تستغرق في إعلانها أكثر من ثلاثة أسابيع، أي أقل من الفترة التي تستغرقها عملية إعلان النتائج في الوقت الحالي، برغم وسائل التكنولوجيا الحديثة والإنترنت.من هنا أطرح تساؤلات البعض وهي ما سبب التأخير في عملية التصحيح وإعلان النتائج؟ وكيف للطالب الراسب في ثلاثة مواد "مذاكرتها" في أقل من ثلاثة أسابيع؟ وكيف يكون شعور الطلاب "الراسبين" وأولياء أمورهم بعد "حفلات التخرج" وتكاليف الاستعداد لها؟ وأين هم خبراء المجلس الأعلى للتعليم من حل مثل هذه المشكلات التي تواجه الكثير من طلاب المدارس وأولياء أمورهم؟ أتمنى أن يضع كل خبير من الخبراء نفسه مكان أولياء أمور الطلاب الراسبين، الذين استعدوا لحفلات التخرج وعاشوا برفقة أبنائهم فرحة التخرج، ليواجه هؤلاء الواقع المرير مع إعلان النتائج برسوب أحد أبنائهم في مواد جاءت أغلب أسئلتها من خارج المقرر، وأخيراً أطرح تساؤلاً مهماً على الأعلى للتعليم، وهو ما ردّكم على أولياء أمور الطلاب من الجنسين الذين تخرجوا في حفل بهيج مصور "تلفزيونياً" ونشر في الصحف المحلية، لتأتي بعد ذلك النتائج لتعكس الحزن والحسرة على وجوه الطلاب وأولياء أمورهم، وكيف يعالج أولياء الأمور "الإحباط" الذي يسيطرعلى أبنائهم وحتى على أنفسهم، والله من وراء القصد.