12 سبتمبر 2025
تسجيل* بعد أكثر من ألف غارة على غزة، وأكثر من مائة شهيد، وآلاف الجرحى لم ترق المواقف السياسية العربية والدولية إلى حجم المأساة، فسياسة العرب كما هي (ودن من طين وودن من عجين) العرب الرائعون يتبادلون إفطاراتهم الهنيئة، وهم يتابعون عبر الشاشات الملونة ما يحدث بغزة وكأنه مسلسل عادي، بينما الفلسطينيون يفطرون على دموعهم وأوجاع فقد فلذاتهم، أما الغرب فيقف بالفيتو حينا وبمساندة الأوغاد أحيانا! التاريخ يعيد نفسه،بكل ألمه ودموعه ووجعه، نفس مشهد 48 يتكرر، حيث أمر لأصحاب الأرض بإخلاء منازلهم! إلى أين؟ إلى العراء؟ إلى الخيام؟ إلى المدارس؟ إلى الموت؟ نعم إلى الموت، فكل الذين فارقوا بيوتهم من 48 حتى الآن عاشوا أمواتا أحياء في أرض محتلة أو في المنافي، يتشوقون إلى ديارهم، وأحلامهم المسروقة، وأمنياتهم المحروقة خلف جدار عازل يحول بين الفلسطيني وأرضه، لكنه لا يحول بين القلب ونبضه، بين النازح وداره!خمسون ألفا مطلوب منهم أن يخلوا منازلهم إلى المجهول خلال أقل من ساعتين! هل جَرَّب العرب الأفاضل كيف يقتلع الزرع من شروشه ليذبل ويموت؟ هذا هو الفلسطيني المتهم بغير تهمة، الـمُصادر بيته، وأرضه، وحقه في الحياة، وفي أفضل أحواله إذا نجا من رصاصة الغدر فهو نزيل سجن لأعوام سحيقة! ورغم النكبات نجد جامعة الدول العربية بعد أن تثاءبت، وتفرك عينيها، تمشي متثاقلة إلى اجتماع بطلب من الكويت ونخشى أن يتمخض الجبل فيلد فأراً.* لا أمل كما يبدو في القيادات العربية المشغولة بكراسيها كي تغيث شعبا يستغيث، لذا لابد من مناشدة القوة الشعبية، والمؤسسات الحقوقية الحرة إلى هبة في الشوارع تطالب بوقف جريمة الاعتداء الوحشي على العُزل، فقد آمنا أن الشعوب الحرة تفعل ما يشبه المستحيل.* لا بالقبة الحديدية، ولا بالجدار العازل، ولا العفاريت الزرق سيتحقق لإسرائيل السلام أمام المطالبين بحقوقهم المشروعة، الواهبين أرواحهم كل يوم لتكون مشروع شهادة.* إسرائيل تنفذ بعدوانها الوحشي على غزة عقيدة (الضاحية الجنوبية) وتعيد نفس السيناريو الذي نفذته للترويع، والتركيع، والقبول بشروطها! يا نخوة العرب أين أنتِ مختبئة؟* مصر مازالت تتذكر وحشية قصف إسرائيل لمدرسة بحر البقر، حيث سال دم الصغار على دفاترهم، مصر مازالت تتذكر طعم الألم، ومن عرف الألم وذاقه يسارع لوقف الألم!* شعور بالارتياح العميق، والتنفس براحة كلما حمل (الخبر العاجل) خبراً عن دوي صفارات الإنذار في إسرائيل وركض قطعانهم إلى المخابئ، شعور بالسعادة وأنا أرى منظر الصواريخ وهي تسبح في الفضاء قاصدة الرعاع سارقي الأرض، اللهم سدد رمية الرامي.* المنظمات الحقوقية (نيمانة) الدول العربية (عيانة) الجامعة العربية (تعبانة) ولا أمل إلا في المقاومة الباسلة. * * * طبقات فوق الهمس* إسرائيل تسوق وتصور بإعلامها للمجتمع العربي الأوروبي أن حربها مع الفلسطينيين حرب متكافئة، أين الإعلام العربي العظيم من هذا الفُجر؟* منظر الشاب الذي أمسك ببقايا جلود محروقة تبقت من شهيد ربما لطفل، أو امرأة، أو شيخ، ألم تؤثر في نفوس أصحاب المعالي، والسعادة، والسمو ليفعلوا شيئا؟ ثم إلى متى سيتفرجون على وحشية القصف وكأنهم يتفرجون على فيلم رعب مُسلي؟* عز على إسرائيل نجاح المصالحة الوطنية الفلسطينية وترتيب حكومة الوفاق، فآثرت أن تضرب غزة بوحشيتها المعتادة لتحقيق مبدأ فرق تسد! الله يهدّك يا إسرائيل.* هل يعقل أن يظل مليون وثمانمائة فلسطيني في قفص اسمه غزة محاصرين، مقطوعين حتى من الكهرباء والماء، لا يستطيعون التحرك إلا بإذن أو تصريح؟ لا يستطيعون الهروب بأطفالهم من جحيم النار ولا بجرحاهم في حالة حرجة لأن المعبر مغلق؟* أي إغلاق للمعبر والمجرمون يمطرون غزة بقنابل الموت، إنه تصريح علني وضوء أخضر لإسرائيل للاستفراد بشعب أعزل.* قالوا إن (السكوت من ذهب) لكن في حال غزة السكوت تواطؤ، وعار، وسُبة، وجفاف للمروءة.* خرج أحد المسؤولين الإسرائيليين على قناة العربية ليقول إن بيننا وبين مصر تنسيق لضرب "حماس" المنظمة الإرهابية! أرجو أن أكون سمعت غلط، فمصر فوق هذا الافتراء الحقير.* ماذا يعني السادة العرب بمقولة (ضرورة ضبط النفس)، 70% من الشهداء أطفال وشيوخ ونساء ومطلوب من الفلسطينيين ضبط نفس.. كيف؟* حرب نفسية تشنها قنوات العدو الإعلامية لقتل روح الأمل في نفوس الفلسطينيين، ويبدو أنهم لم يتعلموا أن الفلسطينيين لا يخافون وقد احتسبوا أنفسهم جميعا مشاريع شهادة.* خبر من غزة يقول إن إسرائيل تتكتم على اكتشافها أن الشباب الذين قالت إنهم خطفوا قتلوا في حادث سير على طريق إيلات، ولا أستبعد أن يكون القتل من تدبير إسرائيل لتجد ذريعة اجتياح غزة في ظل واقع عربي متردٍ، انشغل فيه العرب بقتل بعضهم، وتصفية حساباتهم.* الرئيس الفلسطيني طلب من بان كي مون وضع الفلسطينيين تحت الحماية! حماية مين بالضبط؟* كل مطلب إسرائيل هو سلخ غزة عن الضفة، ولن يكون ما دام فيها طفل يرفع حجراً في وجه دبابة.