11 سبتمبر 2025

تسجيل

الصبر والصحة النفسية

14 يوليو 2013

الكل دائما يتنادى بالصبر وحين وقوع البلاء أو الأزمات غالبا ما ينصح بعضنا بعض بالصبر حتى تزول الأزمة وعواقبها، ولكن يا ترى هل يستخدم الكل منا الصبر بمعناه الحقيقي أم أننا نأخذ المعنى الظاهري لهذا السلوك العظيم؟ إن المقصود بالصبر في الدين وأيضا ما تتوافق عليه معاني الطب النفسي هو أن يقبل الإنسان ويرضى بما قسم الله له مع الأخذ في الاعتبار استخدام كل الوسائل لمحاولة الوصول إلى ما يرضى به الإنسان أو يراه مناسبا من الحلول. ولكننا بالطبع إذا نظرنا إلى سلوك عديد من الناس تجاه تقبل نتائج الأزمات فإننا نرى أن عددا منهم يتميز سلوكه بالخوف والجزع والانزعاج أو عدم القبول بشكل عام من داخله. فينما نرى هؤلاء يصرحون بألسنتهم أنهم راضون بأمر الله وقابلون بكل ما يأتي به القدر إلا أننا نرى أنهم في أثناء الأزمة يعانون من اليأس والإحباط وعدم القدرة على التوافق مع الأزمات وإذا دققنا النظر إليهم نرى على وجوههم علامات الغضب وعدم الرضا بينما إذا استمعنا إلى كلامهم نسمع منهم أعظم العبارات في الرضا والصبر وقيمته. بالطبع فإن هذا التناقض بين القول والفعل لا يؤتي بثمار الرضا بل انه غالبا ما يرسب المشاعر السلبية ويقلل من همة الإنسان في معالجة المشكلة أو الوصول إلى نقطة للتراضي فيما بينه وبين الآخرين. وهذا بالطبع العكس تماما لما أمرنا به الله سبحانه وتعالى، ولما هو موجود في الشرع الحكيم حيث أن الله قد نصحنا دائما وأبدا بتقبل أوامره وما يأتي به الدهر من نوائب أو مصائب أو أحزان نراها من جانبنا نوائب ومصائب ولكن الله يقول إننا لو أطلعنا دائما على الغيب لاخترنا الواقع. وهذا يعني إن المستقبل الذي لا نعلمه دائما يأتي إلينا بواقع يتناسب مع أحداث المستقبل التي لا نراها. ولذا فإن المؤمن الحق هذا الذي يستطيع أن يتمثل إرادة الله سبحانه وتعالى في كل موقف يمر به في حياته.