14 سبتمبر 2025
تسجيلوقف بنا الحديث عن عمارة جامع الحسن الثاني في العاصمة الإقتصادية "كازا" وإن شئت فقل الدار البيضاء. والمسجد يبهرك من بعد بضخامته وارتفاع مئذنته من ضخامتها حيث تحسبها بناء متكاملا لوحدها ، وتشير الإحصاءات بأن المسجد يعتبر سابع مسجد في العالم من حيث المساحة كما مئذنته تعتبر أعلى بناء إسلام ودين بشكل عام في العالم حيث يبلغ ارتفاعها 210 أمتار. وقد أخبرنا المشروفون على المسجد بأن مساحة المسجد (20.000 متر) بطول مائتين متر بعرض مائة متر. ويأخذ المسجد الطابع المعماري الإسلامي الأندلسي بزخارفه وقببه وعظم الأعمدة الشاهقة والتي تتوزع بشكل صفوف متناسقة داخل المسجد، وعند مدخله الخارجي ساحة كبيرة تفصلك عن بوابة المسجد الداخلية ، وتوجد عدة نوافير تتوسط الممر السفلي يتوضأ منها المصلون. وإن كان يبهرنا حسن زخارف المسجد وجمال قببه إلا أننا لا بد أن ننبه إلى النهي النبوي عن زخرفة المساجد لما في ذلك من إشغال وإلهاء المصلين والمتعبدين ، وهو المقصد الأساسي لإعمار المساجد قال تعالى {إنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [التوبة:18]. وداخ المسجد تتوزع الكراسي العلمية المختلفة حيث يدرس فيها فنون العلم المتنوعة من حيث المواضيع والمشارب، ويتم تنظيم الدروس بجداول منتظمة معلقة على أبوب المسجد بها موضوع الدرس والشيخ المحاضر مع توقيت الدرس في فترات متنوعة من الثالثة بعد الزوال وحتى الخامسة ، من الخامسة وحتى الثامنة مساء. المسجد بذلك خلية علمية تزدحم بدروس العلم وطلابه فلا تكاد تجد حلقة دروس العلم إلا ويزدحم حولها الطلاب. وتمتاز هذه الحلقات بتدريس بعض فنون علمية قل تدريسها وندر في بلاد المشرق الإسلامي كالأصول وعلوم الآلة من نحو وصرف وبلاغة . وبعد خروجنا من المسجد وركوبنا السيارة طلب منا السائق التوقف لأجل صديق له أراد السلام علينا، وعند التوقف وفتح باب السيارة قابلنا مرحبا بقوله: هذا أحمد الموساوي يسلم عليكم ..... وندع ما جرى بيننا وبين الموساوي في حلقتنا القادمة ـ إنشاء الله...