11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); من أبرز ما يميز أمتنا العربية والإسلامية أنها "أمة اقرأ"، وإذا كان البعض يصفها بأنها "لا تقرأ"، فإن شهر رمضان المبارك ينبغي أن يكون مدعاة لتحريك الهمم، وحث النفوس على القراءة في كل ما ينفع ويفيد في عالم المعرفة. المهم هنا، هو ما يقرأه الصائم، ونوعيته، وليس بالضرورة تعدده، دون إغفال لحق الطاعات عليه، واستغلال هذه الأيام المعدودات في تلاوة آي الذكر الحكيم، وتدبر معانيه، علاوة على النهل من علوم المعرفة، لتشمل قراءات الصائم ألوانًا متنوعة من مختلف العلوم والمعارف، دون استثناء لأهمية التخصص بالطبع.وربما يفسر ما يتميز به الشهر المبارك من نفحات وبركات ومعجزات، ما يقوله نفر من المبدعين بأنه لا يقرأ إلا في رمضان، ولا يبدع سوى في الشهر الفضيل، وأن أفكاره لا تأتيه إلا في أيامه ولياليه، ما يجعل من رمضان شهرا معجزا بكل المقاييس.غير أن هذا الفيض من الإبداع لا ينبغي أن يكون على حساب رحمات الشهر الفضيل، والنهل من معين طاعاته، والتزود من نفحاته، والاستزادة من العيش في كنفه، فإذا كانت شهور السنة جميعها دأب، فيجب أن يكون الشهر الكريم ذا طبيعة خاصة، بتلمس هذه النفحات، واستثمار ما يحمله من بركات.وينبغي أن يكون الشهر الكريم مدعاة لوقفة مع النفس، وفرصة يتأمل فيها المبدع عند أي مرحلة يقف، وإلى طريق يسير، بإعادة ترتيب أوراقه، ليكون مثقفًا جادًا، وذلك بإدراك واقعه المعاش، غير بعيد عن تحديات الراهن، ساعيًا إلى نشر الاستنارة الحقيقية بين الناس، وليست تلك الزائفة، الرامية إلى نشر الرجعية، والأفكار الظلامية، والتي لا يعرفها الفكر الصحيح، ولا الفهم السديد، خاصة في عالم يموج بالعديد من التحديات، ومستقبل يكتنفه الكثير من المآلات.