29 أكتوبر 2025
تسجيلخامسًا: بذل المعروف ومساعدة الآخرين: ومن آداب الطريق بذل المعروف للناس كافة قدر المستطاع، فإن الناس قد يحتاجون إلى بعض المساعدة منك، فلا ينبغي لك ـ من منطلق إيماني ـ أن تقصر في ذلك أو تعرض عنه، إذ إن المسلم لا يتخلى عن أخيه المسلم، وبذل المعروف سمة من سمات المؤمن الصادق.وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلًا في ذلك بقوله: (وتعين الرجل على دابته تحمله عليها أو ترفع له متاعه عليها صدقة). وبقوله صلى الله عليه وسلم: (من كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له). وكم من مرة ترى شخصًا يحتاج إلى مساعدة في سيارته، أو في حمله، أو إرشاده إلى مبتغى، أو في دفع شرير عنه أو نحو ذلك فلا تكونن في ذلك؟! من المقصرين.وهب أنك كنت مكانه ـ وكثيرًا ما يحدث هذا ـ فكما تحب أن يعينك الناس فأعنهم قدر المستطاع والجهد والطاقة..(فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه). سادسًا: الاحسان إلى الطريق ومرافقه: ومن آداب الطريق أن نحسن استخدامه واستخدام مرافقه الملحقة به...فليس لأحد أن يضيق الطريق على المسلمين بأخذ جزء منه لاستعماله الشخصي كأنه تملكه دونهم.وهذا ما يفعله بعض الباعة الثابتين أو المتجولين.أو ما يفعله بعض أصحاب البيوت حيث يخصون أنفسهم دون سواهم ببعض جوانب من الطريق فيضيقونه على الآخرين.أو ما يفعله بعض السائقين الذين إما أن يقفوا بسياراتهم للحديث وسط الطريق فيقطعوا السبيل، أو يسيرون بصورة مواكب متراصة بطيئة، أو يتسابقون فوق الطريق بشكل خطر ومزعج.فكل ذلك ولا شك مما يأباه الطبع السليم والأدب الإسلامي القويم.ومن سوء استخدام الطريق سوء استخدام مرافقه الملحقة به كالأرصفة والمواقف والاستراحات التي تكون على طرق السفر.وعهدنا بالمسلمين أنهم كانوا سباقين لإنشاء المساجد والأسبلة والاستراحات وتمهيدالطريق وتوسعته وتوفير الخدمات الضرورية فيه... ومن يقرأ تاريخ المسلمين يجد من ذلك عجبًا عجبًا...وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام في السفر تنحى عن الطريقومال عنه فلم ينم فيه... ونهى أصحابه عن ذلك.سابعًا: غض البصر في الطريق الحرام: ومن الآداب الإسلامية في الطريق غض البصر عن العورات والنساء وأبواب البيوت والنوافذ.فللنساء حق في الطريق، ونحن مطالبون بغض أبصارنا عنهن، وكفها عن الإمتداد إليهن، حتى وإن خالفهن الهدي النبوي والتشريع السماوي بحفظ أنفسهن وستر أجسادهن، فإن ذلك لا يبيح لنا النظر إليهن لقوله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) وكذلك يكون غض البصر عما في داخل البيوت أو وراء النوافذ أو خلف الحواجز، إلا ما وقع عليه البصر فجأة لأول مرة، أو ما كان مضطرًا إليه السائق في استبيان طريقه.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا على لا تتبع النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة) ثامنًا: قمع المنكر ونصرة الحق في الطريق: ومن آداب الطريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.وهذا يتعلق بكثير من المنكرات الظاهرة في الطريق، وبمجالات الخير المفتوحة فيها وبحب الخير للجميع، والسعي نحو إصلاح الأخطاء الاجتماعية والسلوكية والأخلاقية في المجتمع.