11 سبتمبر 2025

تسجيل

الوجيه علي بن حمد العطيّة .. فقدنا أحد خيرة رجال أهل قطر

14 يونيو 2015

يعد الوالد والوجيه علي بن حمد بن عبدالله العطية (1929 - 2015) من أبرز الوجهاء والأعيان، ومن أهل الحل والعقد المعدودين، وأحد خيرة الرجال في دولة قطر ، فهو شقيق والدة سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر في الفترة ما بين (1995 - 2013) ، وهو والد وزير الدفاع سعادة اللواء حمد بن علي العطية ، كما يعد أحد رجالات أسرة العطية الكرام وأكثرهم عطاء لقطر خلال فترة ازدهار النهضة التنموية في البلاد خلال العقود الخمسة الماضية على وجه الخصوص .لقد عمل المرحوم - إن شاء الله - في الكثير من اللجان والمؤسسات في عهد سمو أمير قطر السابق الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني (1972 - 1995) وكان خلالها شخصاً حريصاً على الارتقاء بمصلحة البلاد نحو البناء والتنمية خاصة بعد نيل قطر الاستقلال بتاريخ 3 سبتمبر 1971 م واستمر في ذلك العطاء لفترة طويلة من الزمن . وعرف عنه أيضا مكانته بين أهل قطر ، حيث يتردد الناس على زيارته باستمرار في مجلسه العامر خلال المناسبات الاجتماعية وبخاصة في الأعياد وبداية شهر رمضان الفضيل ، واتذكر منذ كنت صغيراً وحتى وقت ليس ببعيد كنت اتردد على زيارته برفقة والدي - أطال الله في عمره – وذلك في رمضان وفي عيد الفطر وعيد الأضحى بمجلسه في " منطقة السد " حيث كنت ارافق والدي مع اخوتي في هذه المناسبات عندما كنا نزور باستمرار كبار وجهاء وأعيان قطر منذ فترة طويلة والتي ما زلنا محافظين عليها حتى الآن بفضل رعاية والدي واهتمامه بتعليمنا هذا النهج في صلة الرحم . كما أذكر أسماء بعض الوجهاء وكبار الأعيان الذين كنا نحافظ على زيارتهم باستمرار في المناسبات الاجتماعية في تلك الفترة ومنهم الفقيد العطية ، وهم يستحقون منا كل التقدير والتوقير والاحترام ، وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ خالد بن حمد آل ثاني والشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الأحمد آل ثاني والشيخ عبدالله بن محمد بن جاسم آل ثاني والشيخ جاسم بن ثاني بن جاسم آل ثاني والشيخ عيد بن محمد آل ثاني والشيخ ثامر بن محمد آل ثاني وخالد بن عبدالله العطية والشيخ جاسم بن محمد بن جاسم آل ثاني وخليفة بن ناصر بن شاهين آل طوار الكواري ومطر بن علي بن شاهين الربيعة الكواري وشقيقه الشاعر أحمد بن علي الكواري والشيخ سحيم بن حمد أل ثاني وصالح بن مبارك الخليفي وسعيد بن سالم البديد المناعي وسعد بن محمد اليوسف السليطي وعلي بن يوسف الخاطر وعلي بن سيف المناعي وخليفة بن عبدالله بن عبدالله العطية وخليفة بن عبدالله بن محمد العطية وربيعة بن عيسى بن ربيعة الكواري وخليل بن منصور بن خليل آل شهوان وعبدالعزيز بن خالد الغانم المعاضيد وشاهين بن غانم بن سويد الغانم المعاضيد وسعيد بن ناصر الجفالي النعيمي وعلي بن حسن الحسن المهندي وعلي بن خميس الحسن المهندي ومساعد بن سالم بن درويش المهندي وناصر بن خميس العجلان الكعبي وعبدالله بن محمد بن عامر الحميدي .. وغيرهم كثير .. رحم الله من غادر منهم الى الدار الآخرة ومتع الله بالصحة والعافية وأمد في عمر كل من هو على قيد الحياة. ومن الأمور التي نتذكرها عن مناقب الراحل " علي بن حمد العطية " أنه كان متدينا ومحافظا على أداء الصلوات في المسجد حتى آخر عمره وقبل مرضه ، كما اشتهر بكرمه الحاتمي وأعماله الخيرية ، بجانب التزامه بشخصية هادئة للغاية ، عرفت بقلة الكلام ، كما كان لا يتناول لسانه الا الكلام الطيب الذي لا يغث ، فكان يردد دائما الحكم والنصائح الهادفة التي تحض على مكارم الاخلاق بعيدا عن اللغو في الحديث ، مع التزامه دائما بمنهج الدين القويم وسيرة نبينا المصطفى محمد (صلى الله عليه وسلم) في كل ما يقول ويفعل ، بجانب ابتسامته المعهودة التي لا تكاد تفارقه في كل الاوقات ، وهكذا كان ديدن الفقيد .والوجيه علي بن حمد العطية الذي غادرنا الى الدار الآخرة بالأمس عن عمر ناهز 86 سنة ، يعد من أشهر المؤسسين للحركة الرياضية في دولة قطر ، فهو من أعمدة " نادي السد الرياضي " ، ولذلك يعتبر من الشخصيات البارزة التي ساهمت في إنشاء الحركة الرياضية في قطر بشكل عام خلال فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الميلادي الماضي ، ومن هنا جاء إطلاق اسمه على " صالة علي بن حمد العطية الرياضية الدولية " تقديرا لدوره المتميز وجهوده التي أرست قواعد تأسيس نادي السد الرياضي سنة 1969 م لما قدمه الرجل من خدمات جليلة للرياضة القطرية وكرمز للوفاء لكونه أحد الرواد الذين قاموا بدورهم في تنمية الرياضة خلال القرن الماضي ، وتستوعب " صالة علي بن حمد العطية " ما يصل إلى حوالي سبعة آلاف وسبعمائة متفرج (7700) . ففي احتفالية جميلة ومعبرة – كما ورد على الموقع الالكتروني للجنة الأولمبية القطرية - تم سنة (2014) افتتاح هذه الصالة الدولية متعددة الأغراض بحضور سعادة وزير الرياضة السيد صلاح بن غانم العلي المعاضيد والأمين العام للجنة الاولمبية سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني وتزامن افتتاح هذه المنشأة الرياضية الحديثة مع افتتاح منافسات أبطال آسيا لكرة اليد واستضافة البطولة الآسيوية السابعة عشرة للأندية أبطال الدوري لكرة اليد التي ينظمها (نادي لخويا) بمشاركة 10 فرق . وإنشاء صالة علي بن حمد العطية متعددة الأغراض كانت بتوجيهات من سمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وبمتابعة من قبل سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني ، وتعد الصالة مكاناً مثالياً لاستضافة بطولة كرة اليد وبطولات عالمية أخرى في مختلف اللعبات ، وهذا البناء الجديد العصري هو أحد الملاعب الرياضية المتقدمة تقنياً في المنطقة، حيث يستخدم التكنولوجيا الخضراء المستدامة لتوفير التبريد والتهوية . وهذه الصالة قادرة على استضافة رياضات عدة مثل : كرة اليد والكرة الطائرة وكرة السلة وكرة الريشة والجمباز والمبارزة والتنس الأرضي وتنس الطاولة وألعاب رياضية أخرى ومباريات هوكي الجليد . حيث إن أرضية الملعب يمكن تحويلها لملعب هوكي جليد مطابق لمواصفات الاتحاد الدولي للهوكي على الجليد على مستوى احترافي عالمي خلال ثمان واربعين ساعة . وتضم الصالة ملعبي تدريب لكل اللعبات وست غرف لتبديل الملابس ومناطق خاصة لكبار الشخصيات وأخرى لكبار الزوار والإعلاميين وبرجا للبث التلفزيوني وغرفا خاصة بالمعلقين كما تتوافر بالصالة أماكن خاصة للعائلة والأمومة والسيدات، كما أن الصالة تتمتع بوجود كثير من وسائل دعم خدمات للجماهير من مصليات ومطاعم ومقاه وقاعات للاجتماعات والحفلات وتندرج هذه الأهداف ضمن استراتيجية رئيسية لدعم رؤية قطر الوطنية 2030 .في الختام نقول:لقد ترجل بالأمس فارس من فرسان قطر عن جواده ليلتحق بقوافل الأوفياء والمخلصين لهذا الوطن .. فعليك رحمة الله يا " أبو حمد " ، حيث كنت من خيرة رجال قطر ، وستظل سيرتك العطرة " بعلمها الطيب والغانم " تردد لسنوات مديدة على ألسنة العوام وكل من يعيش على أرض قطر الطاهرة ، أرض العزة والفخر والكرامة . وهنا يحضرني قول الشاعر :يا من ترجّل والقلوب تضمّه رغم الرحيل لروحنا يتعلّق ُ** كلمة أخيرة : معرفة معادن الناس تكون من خلال مراتب الرجال وما يمتلكون من الصفات الحميدة وكريم الفضائل مثل التقوى والحلم والمروءة والعفة ومحاسن الأخلاق والخوف من الله ، وهكذا كان الوجيه علي بن حمد العطية (رحمه الله رحمة واسعة) .