15 سبتمبر 2025
تسجيلهذا العنوان ليس سؤالا أوجهه لرفاق القلم حول الأسباب التي تدفعهم للكتابة وصناعة الإبداع، إنما هو عنوان لكتاب (لماذا نكتب؟) لميرديث ماران، هذا الكتاب الذي يضع الأرضيّة العلمية للكتابة الإبداعية بحيث يجعل من موضوع الكتابة بحد ذاته موضوعا للبحث وللتأمل في الغاية والطريقة وكل التفاصيل التي تقع بينهما، حيث يقوم على إخراج القلم من عزلته ويصنع هذه العلاقة الخاصة بين الكاتب والقارئ وكأنها مناجاة صادقة، يحتم على كليهما إدراكها في المقابل، يحتوي الكتاب على عشرين فصلا لعشرين كاتبا يتحدثون عن دافعهم إلى الكتابة، بالإضافة إلى شرح أفضل وأسوأ لحظات الكتابة لديهم.. يقول ريك مودي: أظن أنني عندما أكتب-أو بشكل أدق- متى ما كتبتُ, سأكون إنساناَ أفضل وأكثر سلاماَ يضطرب نومي ولا أحلم إلا بمشروع الكتاب.. أغيب ذهنيا لعدة أشهر كل مرة, والثمن الذي تدفعه زوجتي ويدفعه أطفالي جراء ذلك باهظ جداَ, لحسن حظي أكتب بإسراف على فترات متقطعة وآخذ فترات استراحة بين الكتب, ولكنني مازلت أحظى بعائلة.. ويقول والتر مولي لا أستطيع التفكير في سبب يمنعني من الكتابة. ربما يكون أحدها ألا يشتري أحد كتبي وحتى هذا السبب عندما أفكر به لا يمنعني من الكتابة. سأكتب بأية حال. وكذلك جيمس فيري يقول للكُتاب إنه لا توجد قواعد في الفن الحقيقي, ليس عليك الكتابة تحت شكل أدبي معين, ولا يهم إن كنت درست في جامعة متخصصة أو حصلت على شهادة في الكتابة الإبداعية. إما أن تستطيع الكتابة أو لا..أما سوزان أورلين فتنصح الكاتب: ببساطة يجب أن تحب الكتابة. وعليك أن تذكر نفسك غالباَ بأنك تحبها. ويجب أن تقرأ بقدر ما تستطيع.. تلك هي أفضل طريقة لتتعلم كيف تكتب... وتقول ميغ واليتزر: لا أحد يستطيع إبعاد الكتابة عنك, ولا أحد يستطيع أن يعطيك إياها أيضا، وتبقى الكتابة هي الحالة المدهشة الآسرة التي تنبش الأعماق وتخرج أجمل ما فيها، فكرة رائعة لو ضم إصدار عربي تجربة أكثر كتاب العرب تميزا وإبداعا ليتحدثوا عن سؤال يود الجميع أن يعرفه، لماذا نكتب؟