14 سبتمبر 2025

تسجيل

خدعة الشرطة العسكرية في حرب 67

14 يونيو 2014

في مكان ما في سيناء صدرت الأوامر لكتيبتنا في 5 يونيو 67 بالتحرك لصد الهجوم المضاد لقواتنا في بئر لحفن، وفي طريقنا أوقفتنا الشرطة العسكرية. وتقدم ضابط من الشرطة برتبة رائد إلى المقدم قائد الكتيبة، وأدى التحية: تمام يا فندم، هذا هو الطريق إلى بئر لحفن وعلى بعد 1 كم، وسيصطحبكم ضابط الشرطة العسكرية بسيارته حتى 200متر، الله معكم وترجعوا بالسلامة، وتحيا مصر. وانصرف بعد أداء التحية وعلى وجهه علامات التأثر. تقدمت كتيبتنا بقول طريق (على شكل طابور) في طريقها إلى أرض المعركة في بئر لحفن. وبعد حوالي 200م أدى ضابط الشرطة التحية للقائد وعاد بسيارته إلى نقطة الشرطة العسكرية. وبعد حوالي 200م أخرى، وجدنا في الطريق سيارة مشتعلة والسنة اللهب تنبعث منها ناشرة لهباً ساطعا على طول الطريق.وفوجئنا بنيران البازوكا صادرة من تبة العدو عن يميننا، وأخذ العدو يمطرنا بالنيران مركزا ضرباته على مقدمة الدبابات ودمر الدبابتين الأوليتين مما عطل باقي الدبابات ثم تحولت نيرانه إلى الدبابتين الأخيرتين، ثم حشد نيرانه الكثيفة على منطقة الوسط من الدبابات، وبذلك دمرت معظم دبابات الكتيبة، ساعد على ذلك ضوء السيارة المشتعلة والتي كانت مشتعلة بفعل العدو. وصدر الأمر بالانسحاب وبالفعل انسحبنا ولكن بخسارة فادحة وعدنا بخمس دبابات وعربة مصفحة. اصيب قائد الكتيبة بصدمة عصبية، وكان يهذى من هول المباغتة التي أدت إلى تدمير معظم دباباته، تركنا الدبابات وركبنا العربة المصفحة، وفي طريقنا إلى الاسماعيلية تعرضنا لهجمات من الطيران الهابط (الغاطس) طوال الطريق إلى أن وصلنا إلى كوبري الفردان وفوجئنا بتدميره. فاضطررننا للعبور سباحة للضفة الأخرى. وفي التل الكبير حقق معنا مرارا عن أسباب هزيمة كتيبتنا بهذه السرعة المذهلة وتدمير معظم دبابتها!! كانت إجابة القائد: أننا لم نحارب ولم ندخل معركة لأننا لم نؤد المهمة التي اسندت إلينا وهى صد هجوم في منطقة بئر لحفن، وقبل وصولنا إلى هذه المنطقة بحوالي 600م فوجئنا بوابل من نيران العدو تدمر دباباتنا ... مما أصابنا بالدهشة والذهول.. ولا بد أن في الأمر خيانة ولا بد من التحقيق في هذا الأمر حتى استعيد صحتي وقواي. وأخيرا اسقط في يدنا جميعا عندما علمنا أن السبب الرئيس للهزيمة هو كمين من تدبير ضباط الشرطة العسكرية الإسرائيلية الذين كانوا في زى رجال الشرطة العسكرية المصرية. وشاء الحق سبحانه وتعالى أن يقبض عليهم في اليوم التالي للكمين وبمحض الصدفة، فقد وجدت في الصباح جثة ضابط الشرطة العسكرية - الذي كان يصطحبنا - داخل سيارته المحطمة قتيلا بعد إصابته بطلقة طائشة، وبتفتيش أوراقه علم أنه ليس مصريا بل إسرائيليا، وفي ظهر اليوم نفسه قبض أهالي العريش على باقي الطاقم الأربعة في منطقة الحسنة وسلموهم للقيادة، ولكن جثثا هامدة على أثر الضرب المبرح الذي لاقوه من شعب العريش الغاضب.