17 سبتمبر 2025

تسجيل

أسوأ سجل لانتهاكات حقوق الإنسان تسجله أمريكا بجدارة

14 يونيو 2007

الوقاحة الأمريكية في كل يوم يكون لها لون، بل في كل لحظة تتحدث عن (الطهارة) وهي تغرق في (الرذيلة)، تتحدث عن القيم والأخلاق وحقوق الانسان. . وهي أكثر الدول انتهاكاً لكل القيم الانسانية، بل ربما لم يحدث عبر التاريخ أن تجاوزت دولة - حتى في أسوأ العصور والحقب التاريخية - القيم والأخلاق، وضربت بهما عرض الحائط كما تفعل اليوم الولايات المتحدة الأمريكية، التي اتخذت الكون بأسره ساحة لشن حرب على كل من يخالفها الرأي والفكر، بل كل من لا يمشي في ركابها، بل إن الرئيس الأمريكي بوش أعلنها بنفسه أن من لم يكن معنا في حربنا على ما يسميه (الارهاب) فهو يقف ضدنا! ! أمريكا اتخذت من تقاريرها التي تخرجها وتنسج سيناريوهاتها في (أوكارها) المختلفة، مرة الخارجية، وأخرى البنتاغون، وثالثة الكونجرس ، وقبل ذلك كله البيت الأبيض ، مبرراً لتوجيه الاتهامات إلى دول وشعوب العالم، تتحدث تقاريرها عن انتهاكات لحقوق الانسان في دول العالم، وتناست سجونها (المتنقلة) و(الطائرة)، ذات السمعة السيئة، والمنتشرة في كل قارات العالم، وما (جوانتانامو) إلا نموذج واحد فقط من عشرات النماذج الأخرى، التي هي أسوأ من معسكر (جوانتانامو).تهاجم دولاً، وتطيح بأنظمة شرعية، تحت مبرر حماية الأمن القومي الأمريكي، وتعيث في الأرض الفساد تحت مبرر نشر الديمقراطية، وتقصف الأبرياء تحت مبرر ملاحقة الارهابيين، وتزرع الرعب والخوف في كل مكان تحت مبرر إشاعة العدل والسلام.ما تفعله الإدارة الأمريكية اليوم في العالم لم يسبق أن فعلته أي دولة عبر التاريخ، وما تقوم به من أعمال هو إرهاب دولة، فاذا كان هناك أفراد يمارسون ما تقول عنه واشنطن إنه إرهاب، فإن إدارة البيت الأبيض تمارس إرهاباً رسمياً، في العراق وفي أفغانستان وفي فلسطين وفي كوريا الشمالية، وفي إيران وفي السودان، وعشرات الدول، هذا غير سجونها (المتنقلة) و(الثابتة) على أراضي عدد من الدول.تتحدث عن الحريات، وهي التي تمارس القمع بأبشع صوره، وتقتل في سبيل ذلك الأبرياء، وما قصف قناة (الجزيرة) في أفغانستان والعراق، ومؤامرة قصف مقرها بالدوحة إلا نموذج من ذلك.تتحدث عن ضرورة قيام الدول بمنح مساحات للعمل فيها، وإفساح المجال أمام الشركات للتنافس ، وهي التي ألغت صفقة دبي لإدارة الموانئ في الولايات المتحدة الأمريكية، تحت مبرر حماية الأمن القومي، فهل واشنطن لديها أمن قومي، فيما الدول الأخرى ليس لديها أمن قومي، أم ما يجوز لواشنطن لا يجوز للدول الأخرى؟ تسمح أمريكا لنفسها باتخاذ كل السبل من أجل حماية أمنها القومي، حتى إذا تطلب الأمر شن حروب على دول، وإسقاط أنظمة، والتدخل السافر في شؤون الدول الأخرى، بينما إعلان دولة أنها ستقف أمام المخططات الأمريكية، فإن ذلك يعد (كبيرة) من (الكبائر) التي لا ينبغي التصريح عنها، أو التلفظ بها.قوانين تستصدرها أمريكا من الأ· المتحدة ومجلس الأمن، تدين بها دولاً وأنظمة، وتتخذ هذا المجلس مظلة للتدخل في شؤون الدول الأخرى، فمن أعطاها هذا الحق؟ تتحدث أمريكا عبر تقارير توزعها في سفاراتها في دول العالم عن حقوق الانسان واستعباد البشر ورفض نظام الكفالة، وهي أول من يستعبد البشر، وأول من ينتهك حقوق الانسان، حتى نظام الكفالة الذي ترفعه بوجه الدول الخليجية، هي تتبعه وتطلب كفالة من الراغبين بالاقامة فيها بدعوى حماية الأمن القومي، فإذا كانت هي تتحجج بحماية أمنها القومي في كل تصرف (سيىء) تقوم به، لماذا توجه اللوم والانتقاد للدول الخليجية التي تفرض كفالة على المقيمين فيها؟ ثم إن الانتهاكات التي تتحدث عنها في الدول الخليجية - إذا ما وجدت - فإنها انتهاكات فردية، تحدث من قبل أفراد أو شركات تجاه عمال، وليس ممارسة رسمية من قبل الدولة، بينما الإدارة الأمريكية تمارس انتهاكات رسمية، انتهاكات دولة في جميع المجالات، وعلى مختلف الأصعدة، وتجاه الأفراد والدول، على سمع وبصر العالم أجمع، ومن يتصدى لذلك فإن مصيره الحصار وتأليب الرأي العام عليه، تمهيداً لفرض عقوبات مختلفة، سياسية واقتصادية واستثمارية، وتضييق في كل المجالات.تتحدث أمريكا في تقاريرها (المزيفة) عن قيام دول خليجية بالاتجار بالبشر، ولا نعرف ما نوع هذا الاتجار، ولكن لماذا لا ينظر البيت الأبيض إلى سوق (الرقيق الأبيض ) في غرفه وبين جدرانه، وعلى بعد مسافات من مقره؟ ولماذا لا ينظر إلى الاتجار بالبشر في ولاياته المختلفة في دول أوروبا؟ لماذا لا تنظر إلى الاستغلال البشع للنساء في أمريكا في مختلف المواقع؟ أين حقوق المكسيكيين وغيرهم من الجاليات التي تعيش في أمريكا؟ يجب على أمريكا ألا تتحدث عن حقوق الانسان، فهي آخر من يجب عليه (التغني) بهذا الأمر، أبسط حقوق الانسان غير متوافرة لشرائح عريضة تسكن في ولاياتها.الآلة العسكرية الأمريكية الصماء هي التي تتعامل مع الضعفاء من الناس في شتى بقاع العالم، وهي التي تذيقهم الويل، وتصليهم النار، وتصب عليهم العذاب صباً، ولكن كل هذا لا يعتبر انتهاكاً لحقوق الانسان بالمفهوم الأمريكي.أمريكا (مدعية) الديمقراطية، و(حامية) حمى حقوق الانسان، ماذا تفعل اليوم في المناطق التي وضعت فيها قدمها؟ لا أقول في المناطق العربية والاسلامية، بل في جميع المناطق بالعالم، هي - أمريكا - اليوم تمثل العدو الأول لشعوب العالم، بسبب تصرفات و(حماقات) إداراتها الحاكمة المتعاقبة.استطلاعات الرأي العام في مختلف دول العالم تؤكد أن أمريكا هي أكثر الدول كراهية لدى شعوب العالم، أليس هذا دليلاً على سمعتها السيئة، وتجاوزاتها وعدوانها على كل القيم، وضربها عرض الحائط بكل الأخلاق، وعدم اعترافها بأبسط حقوق الانسان؟ تقرير الخارجية الأمريكية حول الاتجار بالبشر يجب أن تتصدره وبجدارة تامة، ودون منافس ، الولايات المتحدة الأمريكية، فقائمة مخالفاتها وانتهاكاتها واعتداءاتها. . طويلة، لا مجال لحصرها.هذا التقرير - الذي يستخف بالعقول - وقامت السفارة الأمريكية بالدوحة بتوزيعه، تضمن مغالطات تصل إلى مرحلة الاستفزاز، نتمنى أن تبادر الى نشر الانتهاكات لحقوق الانسان، التي تقوم بها حكومتها الموقرة في أرجاء مختلفة من العالم، ولكن هذا بالطبع سيكلف ميزانية السفارة لعام كامل جراء طباعته، كونه سيتطلب آلاف الصفحات من الجرائم والاعتداءات والانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان، فهل تقوم سفارة الدولة العظمى بعمل تقرير عن قضية واحدة فقط - لا نريد أكثر - وهي السجون السرية، والسجون المتنقلة، والسجون الطائرة، التي تنفذها الإدارة الأمريكية بجدارة، حتى نتأكد من مصداقية وموضوعية الخارجية الامريكية وسفاراتها بالخارج؟ لا أريد المضي قدماً في الحديث عن القيم والمثل والأخلاقيات، فالإدارة الأمريكية - وليس الشعب - هي أبعد ما تكون عن ذلك، ولا تفهم هذه اللغة تماما، ولكني اختم مقالي ببيت شعر قاله الشاعر العربي الكبير المتنبي: إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل