13 سبتمبر 2025

تسجيل

قطوف أدب الكـلام

14 مايو 2020

كان العرب قديماً يتفننون في الأدب وينشئون أبناءهم عليه ، ومن فنون الأدب : اختيار اللفظ المناسب في الموقف المناسب حتى قالوا : ( لكل مقـام مقـال ) فكان يقال للمريض "معافى" ، وللأعمى "بصير" ، وللأعور "كريم العين". *كان هارون الرشيد قد رأى في بيته ذات مرة حزمة من الخيزران فسأل وزيره الفضل بن الربيع : ما هذه !؟ فأجابه الوزير : عروق الرماح يا أمير المؤمنين. أتدرون لماذا لم يقل له إنها الخيزران !؟ لأن أم هارون الرشيد كان اسمها "الخيزران" فالوزير يعرف من يخاطب فلذلك تحلى بالأدب في الإجابة. *ويقال إن أحد الخلفاء سأل ابنه من باب الاختبار : ما جمع مسواك !؟ فأجابه ولده بالأدب الرفيع : (ضد محاسنك يا أمير المؤمنين) ، فلم يقل الولد (مساويك) لأن الأدب هذّب لسانه و حلّى طباعه. *عندما خرج عمر رضي الله عنه يتفقد المدينة ليلاً فرأى ناراً موقدة فوقف وقال : يا أهل الضَّوء وكره أن يقول يا أهل النار. *عندما سئِل العباس رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين أنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم !؟ فأجاب العباس قائلاً : (هو أكبر مني وأنا ولدت قبله) ما أجملها من إجابة في قمة الأدب لمقام رسول الله عليه الصلاة والسلام. منقول خاطرة ،،، عندما نقف الآن عند اختيار الألفاظ نجد ضياع قيمة الكلمة في ثقافة الرد بمجتمعاتنا وأصبح البعض يبرر ذلك لنفسه ببعض الكلام مثل أنا صريح، وأنا أتكلم بطبيعتي، أو أنه بذلك يبتعد عن النفاق والحقيقة أن هناك فرقا كبيرا جداً بين النفاق ومراعاة مشاعر الآخرين ، وبين الصراحة والوقاحة ، يجب أن نعي جيدا أن بين كسر القلوب وكسبها خيط رفيع اسمه "الأسلوب". [email protected]