20 سبتمبر 2025

تسجيل

يوم أسود في تاريخ العرب تجاه " مدينة القدس " ؟!

14 مايو 2018

التاريخ لا يمكن أن يمسح في توقيع أو في جرة قلم وكلنا مع القدس الفلسطينية ما حيينا المشاركة في حفل نقل السفارة الأمريكية للقدس جريمة تنتهك حق الشعب وتستبيح أرضه كانت وما زالت الخلافات السياسية العربية بين الحكام هي السمة السائدة بين كافة البلدان العربية .. وما زالت هذه الخلافات المفتعلة تزداد سوءا يوما بعد يوم .. فهي خلافات دائمة وليست مؤقتة كما يتصور الكثير .. ولعل المستفيد الأول من هذه النزاعات العربية هم أعداء العرب الذين يتربصون بنا من أجل ضرب وحدتنا بكافة الصور العدوانية لتشتيتنا وعدم الاتفاق على رأي صائب .. وهو ما يحدث اليوم في حقيقة الأمر من خلال الفرقة العربية التي لا نهاية لها ؟!!. وإذا أخذنا على سبيل المثال لا الحصر " حصار قطر المفتعل " من قبل أربع دول عربية ظالمة ومتآمرة .. فهو أكبر دليل على الخيانات العربية التي أصبحت تعادي من هم من جلدتها ، بينما نجد دول الحصار هذه هي أول من يهرول – وبكل وقاحة - للتطبيع مع الكيان الصهيوني. ولعل التطبيع العربي مع إسرائيل:  أثبت للعالم أجمع أن أغلب البلدان العربية هي التي تسعى للتحالف مع الإسرائيليين وبأوامر مفروضة من قبل من هم على شاكلتهم لتحقيق عدة أمور، منها وبكل تأكيد: - توفير الأمن والاستقرار لبعض الأسر العربية الحاكمة  - توجيه الاستثمارات الاقتصادية إلى الإسرائيليين وحلفائهم - اعتبار قضية القدس بأنها قضية عادية لا تمس هذه الدول المطبعة مع إسرائيل بل تمس الشعب الفلسطيني فقط، وهذا ما صرح به بعض الساسة الخليجيين الذين باعوا القضية الفلسطينية من أجل التمكن من " الكرسي " وهو الأهم بالنسبة لهم من قضية القدس ؟!!.  استفزاز صهيوأمريكي:  وما من شك أن نقطة التحول في هرولة بعض البلدان العربية للتحالف مع الإسرائيليين وأصدقائهم أصبحت سمة من سمات دول الخزي والعار في مجتمعاتنا العربية التي لم تعد تؤمن بقضية الشرق الأوسط وقضية العالم الأولى وهي القضية الفلسطينية وتهويد القدس ، بل اعتبرت بقاءها على وجه هذه الأرض واستمرار حكمها هو الأهم والمطلب الأول والأخير نظير كل التنازلات التي تقدم لأعداء الأمة من أجل البقاء. وتتحدث بعض التقارير الإعلامية عن نقل السفارة الأمريكية اليوم إلى القدس بأنه تصرف استفزازي إسرائيلي أمريكي ويواجهه غضب فلسطيني ورفض من قبل كل الشعوب العربية والإسلامية التي لا تؤيد مثل هذا القرار .. معلنين ان القدس هي العاصمة الأبدية للفلسطينيين وليس للإسرائيليين ... فالقدس عاصمة أبدية للفلسطينيين رغم أنف الحاقدين .. شاء من شاء وأبى من أبى ... إلا أن إسرائيل قد بدأت في هذا الوقت وسط إجراءات أمنية مشددة بإحياء الذكرى الـ (51) لاحتلال القدس وإعلانها عاصمتها الموحدة .. وذلك بعد نية الإدارة الأميركية نقل سفارتها من (تل أبيب) إلى ضاحية (أرنونا) المتاخمة لحي المندوب السامي في القدس ، حيث موقع قنصليتها العامة.  كلمة أخيرة:     يوم مخزٍ في تاريخ العرب وقضيتهم الأولى التي أهملوها وقدموا بعض التنازلات عبر الهرولة لأعداء الأمة بطريقة مرفوضة من قبل شعوبهم .. وعلق أحد الساسة الفلسطينيين عن هذا الحدث التاريخي بالأمس قائلا : " إن المشاركة في حفل الافتتاح تضفي الشرعية على قرار غير شرعي وغير قانوني وتعزز الصمت على سياسات الاحتلال .. وان المشاركة في الحفل بمثابة جريمة انتهاك لحق الشعب الفلسطيني بعاصمته السيادية واستباحة أرضه".