15 سبتمبر 2025
تسجيل* أخي أو ابني الزوج.. خذ نصيحة مني وقد تجاوزت الخمسين وتزوجت قبل ثلاثين.. وأنا مثلك وأريد ما تريد وأبحث عما تبحث عنه.. أريد زوجتي سعيدة تسعدني، كريمة تكرمني، عاقلة تعقلني، أنيسة تؤنسني، أنيقة تؤنقني، حبيبة تحبني.. أريدها أمينة على نفسها ونفسي وعرضها وعرضي وعلى مالي ومالها وأولادنا الذين هم لي ولها.. وأنت تريد من زوجتك ما أريد من زوجتي.. ولا ننس أننا استحللناهن باسم الله، ونقلناهن لعصمتنا بشرع الله، وأننا وطئنا فرشهن وتوطنا قلوبهن بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فهل سألنا أنفسنا كيف نحسن في ذلك كله؟ وكيف نؤدي ما علينا قبل أن نسأل عما لنا؟* أيها الزوج .. كثير منا لا يرون من المرأة إلا جمالها من أجل أنفسهم، وإلا ضعفها وطاعتها من أجل قوامتهم عليها، وكثير منا لا يتذكرون من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بحقهن إلا أنهن "يكفرن العشير، وأنهن خلقن من ضلع وأن أعوجَ ما فيه أعلاه، وأنهن ناقصات عقل ودين.. " فهلا فهمنا مراده من ذلك؟ وهلا جمعنا هذه الأحاديث مع قوله صلى الله عليه وسلم "ما أكرمهن إلا كريم" وقوله "ولن يضرب خياركم" وقوله "خيركم خيركم لأهله"؟* أخي الزوج.. تخطئ كثيرا عندما تنظر لها بندية، وتتسقط أخطاءها، أو تتصنع مشاكلتها "حتى لو كان مرادك تهذيب جرأتها أو تخفيض طمعها أو كسر عنادها" ولكن اتخذها حبيبة لقلبك، ومؤنسة لروحك، فأقنعها بك تقتصر عليك، وأرضها عنك تسعد بك وتسعدك، وارفع يقينها وثقتها بنفسها تمنحك ما لا تمنحه الضعيفة المترددة لزوجها، وتحمها به من ضعف يغرقها ويغري بها الفساق والضلّال.* لا تكبت تفكيرها، ولا تهمل آمالها ولا تخفض طموحاتها، لا تنشغل عنها بتسلياتك وبالتلفاز والكمبيوتر والجوال والأصدقاء.. ولا تبتعد عنها لغير سبب، ولا تغب عن البيت بدون مبرر، ولا تدعها تذهب للنوم وتتأخر عنها.. وبدل ذلك كن ذكيا، وأشبع نفسها ووجدانها منك ومن ودك وحنانك، ولا تنتظر أن تنتقدك من ذلك في شيء، ولا تلجئها لأن تطلبك.. وكلما أغنيتها عن التصريح لك بما تريد منك؛ كانت سعادتها بما تناله منك أتم.. لكن الطامة والصاخة والحاقة أن تطلبك وأن تصرح لك ثم تجد منك الصدود والبعاد والبلادة والعناد؟* لا تلق عليها كل تبعات الأبناء وتعليمهم وتربيتهم وخدمتهم وتقويم سلوكهم.. بالأخص إذا كانت موظفة خارج البيت، وكانت تقوم بأعباء العمل مثلك.. فإن شكت ثقل التكاليف فلا تكن أسوأ عشير؛ تتبرم من شكواها وتستهين بهمومها وتتجاهل ضجرها.. لا؛ لا؛ ولا تلمح لاستثقال إسهاباتها.* أدِّ حقها.. بل حق الله الذي عليك لها.. تتزين لها بلبسة جميلة تلبسها، ولا تدع الألفة تسقط اللياقة والجمال والاهتمام، وليكن عندك عطر تتعطر به، ولو كان عطرا تخصها به وتتعطره لها فذلك أجمل وأزكى وأطيب في نفسها، واحفظ بصرها أن يقع منك على ما تكره في أنفك أو عينك واحفظ أنفها أن يقع على بخر فمك أو رائحة إبطك.. واجمع مع زينة ظاهرك زينة باطنك؛ من خلق فاضل تعاملها به، ومن كلمة حب تسديها لها، ومن وردة تقدمها لها بمناسبة أو بدونها.* وإياك والرتابة.. وكن مجددا دائما ؛ في كلماتك جدد، وفي حركاتك أيضا، فاجئها بتسامح مع خطأ كانت تظن أنك ستحاسبها عليه.. وإياك أن تعدد أخطاءها جملة وإحصاء.. ورحم الله من قال "من عد زلات الصديق جافاه".* والقوامة.. تعال أحدثك عن القوامة.. أنت قيم عليها هذا صحيح.. فكيف تفهم القوامة؟؟ هل تفهم القوامة سيادة وزعامة ومنعا ورفضا وقهرا لها ورفضا لرأيها وسحقا لمزاجها ؟ هل تفهم القوامة أن تطيعك في الخير والشر؟ هل تفهم القوامة أن تفرض عليها تقبّل الإهانات من قريب ومن بعيد من جهة أهلك وأن ينالوا من كرامتها؟ وقد قيل: "اللي جوزها بيقلها عورة الكل بيلعب بيها الكورة ".* لا أيها الشريف الحصيف.. إنك لم تملكها كما يملك السيد الأَمَة.. وليس من حقك أن تجتاح رأيها ومواقفها ومزاجها.. فالزواج بما فيه من قوامة وحب وولادة وعلاقات إنما هو شراكة طوعية.. القوامة أيها الشريف الحصيف أنك إن وقع الخلاف وتوترت الأعصاب وانتفخت الأوداج، أو صارت المناكدة والمضايقة والاستفزاز بينكما متبادلا وولعا.. أن تكسر أنت دائرة التصعيد وأن تبادر أنت للتخفيف وأن تبدأ أنت بالتراجع.. فإن شئت تجربتي الثلاثينية.. فناور بابتسامة، وتقرب بمزحة، وتراجع باعتذار.. ووالله لن تجد إلا تلك الحبيبة العطوف الودود التي تنتظر الفرصة.* قد تقول لي وهل ليس عندي إلا هي وإلا تدليلها.. فأقول لك "الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته" وأقول لك: لا تجعل زوجتك آخر اهتمامك ولا تجعل النجاح في إسعادها والسعادة بها أقل قيمة من نجاحات أخری أنت تحرص عليها وعلی السبق فيها، ثم لماذا تقصر في شيء أنت تستطيع التمام فيه؟* وقد تقول لي هي شرسة ومطالبها كثيرة لا يعجبها شيء ولا يرضيها قليل ولا كثير.. فأقول لك كل إنسان مفطور على حب من أحسن إليه وبغض من أساء إليه.. ولا بد من نقصٍ ما أنت لا تفطن إليه.. فابحث عن الطريق بجد لتجده وبصدق لتصادفه.* وقد تسألني إن كنت أنا أفعل كل ما أنصحك به؟ فأقول لك.. لن يفيدك جوابي.. فاحرص على ما تسمع مني، ودع عنك حالي وما إن كنت أنجح أو أفشل.. وحتى أريح نفسك فأنا إن قصرت فإني أحاول وما لا يدرك كله لا يترك جله.. فادع الله لك ولي.* آخر القول: نعم لسنا ملائكة وما أنصحك به أيها الزوج قد يكون ثقيلا عسرا قبل أن تتدرب أو تعتاد عليه ، لكن العلم بالتعلم، والفهم بالتفهم، والهداية بالتوفيق.. ثم إن الزوجة تقبل منك أقل من كل ما ذكرت لك.. فكن ذكيا أيها الزوج ولا تعدم المحاولة.. وستصل إن شاء الله.