11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كان احتلال فلسطين ونكبتها الكبرى بمثابة زلزال بدرجة عالية مركزه في فلسطين لكن ارتداداته أصابت المنطقة كلها جغرافيا وتداعياته وتبعاته ما زالت تؤثر في أجيال الأمة تاريخيا. الاحتلال رغم كونه نكبة غير أنه عرض أصاب ويصيب كثيرا من شعوب الأرض ولعل الأصعب من النكبة ذاتها هو استمرارها كل هذه السنين.لكن مما لا شك فيه أن الأصعب من ذلك كله والأكثر مرارة هو وجود عوامل ذاتية تساهم في استمرار النكبة وتعمقها وتسهل على الاحتلال خططه في التمكين والبقاء.وهذه العوامل الذاتية موجودة بكل أسف في الطرف الفلسطيني وهي موجودة أيضا في الأمة بأبعادها العربية والإسلامية.النكبة هي أن يعيش المحتل فترات من الهدوء والأمان والطمأنينة بسبب خيارات خاطئة واستراتيجيات مشوهة تبنتها أطراف فلسطينية وعربية .وهي قائمة على الاستسلام الداخلي لواقع الاحتلال والتعامل معه على قاعدة أنه وجد ليبقى ,والقتاعة الذاتية بأنه لا قدرة لنا على مواجهة هذا الاحتلال فضلا عن هزيمته, وأن زواله حلم غير قابل للتطبيق ,بل لعل البعض يرى ذلك أبعد حتى من الأحلام والأمنيات.وهنا تكمن النكبة الحقيقية حين يأتي خيار القبول بالاحتلال من جانب جهات رسمية تتحدث باسم الشعب الفلسطيني أو باسم شعوب الأمة , بغض النظر عما تحظى به هذه الجهات من تأييد جماهيري ودعم شعبي.لا يعاب علينا أن وقعت فلسطين فريسة لاحتلال عنصري غاصب في مرحلة غفلة وتآمر وتخاذل ,لكن الإثم يقع على كل من لم يتعافَ من أثر الصدمة الأولى , ومسؤولية استمرار النكبة يتحملها كل من رضي بها وسلم بنتائجها ولم يعمل من أجل إنهاء كل تبعاتها على فلسطين وعلى الأمة جمعاء.النكبة ....هي أن نتعامل مع النكبة على أنها مجرد ذكرى نحييها في كل عام وربما نكثر فيها من الحزن والبكائيات .النكبة هي أن نغفل عن حقيقة أن كل ما نتعرض له من مصائب ومآسٍ على المستوى السياسي والإنساني سببه الأساسي هو النكبة .وأن الاحتلال هو المسؤول الأول عن ذلك كله حتى وإن شاركته أطراف أخرى لاحقا.ما كنا لنرى حصار غزة وتجويعها لولا النكبة مع أن أطرافا أخرى دولية وإقليمية تساهم فيه.وما كنا لنرى مأساة اليرموك وغرق الفلسطينيين في البحر ومعاناة اللاجئين في الشتات لولا النكبة ,مع أن التخاذل والتآمر من جهات عدة تساهم في ذلك كله. لولا النكبة لما كان التهويد والاستيطان , ولا كان التآمر والخذلان , ولا كان هذا حال الأمة كلها من تفكك وتراجع وتخلف وهوان.كانت النكبة مبنية على تخطيط محكم واستراتيجية فعالة من قبل العدو , ونحن لن نتخلص من هذا الاحتلال ومن آثار نكبة فلسطين إلا بالاتفاق على خطة محكمة ومنهجية واضحة قائمة على رفض الاحتلال ومقاومته بكل الأشكال والوسائل وفي كل الساحات والميادين .