17 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); منذ أن بدأت عجلة التقدم بالدوران في قطر والتغيير طرأ على كل المستويات تماماً كما يحدث مع تساقط أحجار الدومينو، وأصبحت الحياة العملية تتطلب ساعات عمل اكثر مما مضى وهذا ما أثر على تسارع ما بقي للمواطن القطري من يومه مثل الواجبات الاجتماعية والحياة الشخصية، وبالطبع كان لوجبات الطعام نصيب كبير من هذا التأثير، انتشرت المطاعم كالنار في الهشيم وبالأخص مطاعم الوجبات السريعة وكأنها دلالة على ضيق وقتنا، وبالطبع ستجد الطعام جاهزاً وفي أقصر الأوقات ولكن لا تسل عن فائدته الصحية، وعندما اصبحت هذه المطاعم جزءا لا يتجزأ من اسلوب حياة المواطن كانت النتيجة، معدل سمنة كبير جداً على مستوى العالم، خاصة سمنة الأطفال، بالإضافة لمعدلات الاصابة بالسكر وايضاً كان للأطفال نصيب ليس بالهيّن، وكمحاولة للرد على تفشي السمنة انتشرت ايضاً مراكز الحمية بأنواعها وصالات الرياضة، واخيراً كان الحل الجذري للشريحة الكبرى هي عمليات "التكميم".عملية "التكميم" او قص المعدة كما يحلو للبعض تسميتها، بدأت كعلاج وحل لحالات محدودة جداً لأصحاب السمنة المفرطة والمصابين بالسكري، ولكنها شاعت بين الناس وكثر الطلب عليها حتى ان من يرغب بإجرائها عليه الانتظار لما يقل عن أربعة شهور، ومن لا يود الانتظار يسافر إلى بعض الدول التي ارتبط اسمها في اذهان الكثيرين بعملية "التكميم" لكثرة المسافرين إليها لهذا الغرض، وعلى الرغم من نسبة الخطر وأعداد الذين تأثروا بمضاعفات ما بعد العملية إلا ان المقبلين عليها في ازدياد، لربما كانت النتائج المذهلة التي رأوها فيمن سبقهم ممن أزالوا 50 % من معدتهم او حتى 75 % في بعض الحالات.فعلاً تسارعت وتيرة الحياة، فكما أصبح الانسان يجد طعامه يجهز في دقائق، أراد أن يختصر إزالة تلك الأرطال من جسمه بأقصر وقت وبأسهل طريقة حتى وإن كانت تلك الأرطال تحتوي على جزء من جسمه اُقتطع منه وكل ذنبه انه استقبل ما لا طاقة له به، المسألة أكبر من مجرد أرقام زائدة على الميزان، انه اتباع اسلوب حياة صحي، يبدأ من اختيار انواع الطعام الصحية والمفيدة وترسيخ ثقافة المشي او حتى ممارسة الرياضة، بالإضافة للوزن المثالي والجسم السليم فهذا الأسلوب من الحياة كفيل بصحة جيدة، ويا ليتنا اتبعنا ما قاله رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "حسب المرء لقيمات يقمن صلبه" وحديث "ما ملأ ابن آدم وعاء شر من بطنه".مما لا شك فيه أن مشكلة تفشي السمنة لفتت انتباه المسؤولين في قطر ورغبةً منهم للوصول للحل السليم والطبيعي بدلاً من وهم عمليات التكميم، كانت هناك خطوات لتوجيه المواطنين والمقيمين لممارسة الرياضة بأنواعها، من أهمها تخصيص يوم الثلاثاء من الأسبوع الثاني لشهر فبراير من كل عام يوما رياضياً للدولة تشارك فيه المؤسسات والوزارات وجميع الجهات لتوعية الأفراد بأهمية الرياضة، كذلك برنامج "صحتك في خطوتك" وهو مبادرة من مؤسسة اسباير زون لحث الأفراد على ممارسة رياضة المشي، إضافة لتوفير أماكن لتسهيل رياضة المشي وغيرها من الرياضات، وكذلك ما تناقلته الوكالات العالمية عن نية تدريس مكافحة السمنة في المدارس. قد يكون الطريق صعباً في بدايته لنصبح مجتمعا يتمتع أفراده بالصحة والعافية، لكنه هو الطريق الصحيح بعد أن أصبح المرء ينفق المال ليأكل أقل ليحقق النتائج المرجوة في اقصر وقت وبأقل جهد معرضاً نفسه للخطر، في الختام أسأل الله ان يمدنا بالصحة والعافية لنكون مجتمعاً صحياً معافاً لنرد الدين لهذا الوطن.