21 أكتوبر 2025

تسجيل

ما بين الواجبات المدرسية والأنشطة اللاصفية

14 مايو 2014

قد يتم تكليف الطالب بعمل وسيلة تعليمية ومشاريع (projects)، وقد تكون لهذه الأنشطة درجة نشاط معينة في التقييمات البنائية (formative assessment) وقد لا تكون، وأحياناً يتم طلب حجم معين من الطالب من الدفاتر أو لون معين لورقة البوستر ودفتر الرسم، وإذا لم يكن متوفراً بالمكتبات تم رفض البديل، هذا يذكرني بالبرقراطية وهو الاتجاه الواحد، أو التصلب على رأي واحد والتمسك به، فتنعدم المرونة وقبول ما يمكن أن يكون بديلاً، حيث المطلوب هو نوع معين من الملصقات، مما يربك طفل المدرسة ويعمل على تعقيد المهمة، وبالتالي ما نتوقعه ملل الطالب والناحية النفسية التي تلازم طفل المدرسة. إذن توفير المستلزمات المكتبية لصغارنا لأمر مرهق إذا ما تكرر طوال زمن السنة الدراسية، مع عدم المرونة وقبول ما يمكن أن يكون بديلاً ومتاحاً بالمعروض بمكتباتنا، وما بالنا من له مجموعة من طلاب المدارس؟ لذلك الإنفاق على الأنشطة يرهق الأسرة، وليس هذا وحده فحسب، بل الأهم من ذلك الإرهاق البدني والعقلي للطفل.برغم أن كلما زادت الممارسات التطبيقية للدروس كلما زادت نسبة الإدراك والتعلم، إلا أن في المقابل، زيادة الواجبات لها تأثيرها السلبي، وكثرة الواجبات المدرسية مرهقة خصوصاً لطلاب المرحلة الابتدائية، لأن لديهم كمية من المواد الدراسية، وقد تكون عدد المواد الدراسية الكبير ليس بالشيء الإيجابي، لا من الناحية التربوية ولا التعليمية، وإنما نتيجته غالباً ما تكون عكسية وقليلة الأثر في نسبة التحصيل العلمي. فالطفل قد يقوم بعمل واجبات يومياً وبشكل مستمر على مدار السنة، فكيف لا يصيبه الملل؟ فليس بالضرورة أن يكون الواجب المدرسي كتابياً فقط، فقد يكون التنوع عبر القدرة على التفكير الإبداعي والابتكاري أو اكتساب المعارف والمهارت المختلفة الأخرى كأن يحكي قصة أو يسرح بخياله ويتصور أشياء معينة أو يرسم، وهي عوامل أساسية في نمو الطفل العقلي، فما نلاحظه حرمان الطالب منها نتيجة عبء الواجبات المدرسية، والكثيرون من الناس قد يتفقون معي أن هذه الواجبات الكثيرة لا تعطي الطفل الفرصة للتعامل مع أسرته، فهو يستغرق في عمل الواجب حتى موعد نومه، وهذا يؤثر على ذكائه الاجتماعي؛ لأن الذكاء الاجتماعي ينمو مع التواصل مع الأسرة وتجاذب أطراف الحديث مع أعضائها، مما ينمي قدراته الاجتماعية وجرأته في مواجهة المجتمعات المفتوحة، فضلاً عن إن لم تكن الواجبات المدرسية عبارة عن تكرار يومي لنفس المادة الدراسية، أو حشو دراسي ينتج عنه ما يُعرف (بالصد الدراسي)، فمن كثرة الضغوط والارهاق، يكره الطفل المدرسة والقلم والورقة وكل ما يرتبط بالمذاكرة، كما أنه لا يتيح له فرصة لأن ينطلق ويعبر عن نفسه، وهذا قد يكون هو الفرق بين مناهجنا وبين المناهج في الدول الأخرى، ومن هنا نصل إلى ضرورة الموازنة في حياة الطالب الدراسية، بحيث تكون حياة علمية واجتماعية في آنٍ واحدٍ.أخيراً لنتجنب كثرة الواجبات من المعلمين، خصوصاً لطلاب المرحلة النموذجية، أو تخفيفها وتقليلها، حتى لا نرهق الطفل بالمشكلات النفسية والبدنية، مما يترتب عليه ضعف المستوى الدراسي وضعف درجة الانتباه، وفتور العلاقة الاجتماعية، وحرمان الطفل من التمتع بطفولته، وقد يكون اضطراب علاقة الطفل مع والديه بسبب الضغط المستمر، في المقابل البعض يظن أن كثرة الواجبات تنمي القدرات المعرفية، إلا أن من وجهة نظري الشخصية قد تأتي بنتائج عكسية، وتأخذ من زمن راحته ونومه ومزاولته للأنشطة الأخرى مثل ممارسة الرياضة والالتحاق بمراكز تحفيظ القرآن الكريم.