11 سبتمبر 2025
تسجيلرمضان هذا العام يختلف شكلاً ومضموناً عن فضائل هذا الشهر، لثاني مرة ننصاع لأوامر هذا الوباء الذي يجتاح العالم مع الأسف، وهذا الوباء الذي كبل العالم من شرقه وغربه وشماله وجنوبه. الآن ونحن نعيش أيام شهر الصوم علينا أن ننسى الكثير من مظاهر هذا الشهر، تلك المناظر التي شكلت في ذاكرتنا العديد من الصور التي تجسد التلاحم الرمضاني. لا أتحدث مثلاً عن الجموع وهي تندفع لأداء الصلوات في بيوت الله، ولا تلك اللقاءات في صلاة التراويح، ولكن موائد الرحمن في كافة المدن الإسلامية، وتلك الجموع عندنا في الخيم الرمضانية عند المساجد لإفطار الصائمين، ولا يمكن أن ننسى مثلا ما يقوم به شبابنا عبر جهودهم الذاتية في القيام بإفطار الصائمين في إطار الازدحام في الشوارع بتوزيع الماء والتمر. أما تبادل المأكولات فقد كان يقتصر الأمر على الأهل بجانب إلغاء الفطور الجماعي وإلغاء تلك الجلسات برفقة الأصدقاء في الخيم الرمضانية. رمضان.. آخر والعمرة الرمضانية أصبح مغلفاً بالضبابية والوباء قد أصبح سيداً مطاعاً، وكبل الكون، أما الامر الآخر والذي شكل لأبناء هذا الوطن معلماً خاصاً لهذا الشهر، فتلك اللقاءات الليلية وتلك الاجتماعات عبر (الغبقة) الرمضانية، وتلك الأحاديث والمناوشات وتناقل الأخبار. نعم، رمضان و(الغبقة) حكايات تروى، جمع أخوي ليلي هذا يتحدث عن المسلسل العربي، ويناوشه الآخر عن الدراما الخليجية والسهرة تمتد، ثم تمتد تلك الموائد بما لذ وطاب من المأكولات البحرية المفضلة. رمضان.. آخر.. وان كنا لم نستفد من أي درس وأعني الإسراف بلا مبرر، نعم ففي هذا الشهر سوف نجد العربات المكدسة بكل أنواع الاكل، وبعد رمضان نكتشف أن تاريخ الانتهاء على تلك العلب قد مضى عليها شهور وشهور. رمضان.. آخر.. يا رب ارفع عنا مقتك وغضبك وارفع عنا هذا الوباء والبلاء. إنك سميع مجيب. وكل عام وأنتم بألف خير. [email protected]