17 سبتمبر 2025
تسجيلتاريخياً، ظهر التسويق السياسي مع ظهور وسائل الإعلام والتطور التكنولوجي الذي عرفه العالم منذ الخمسينيات من القرن الماضي، ويعتبر الرئيس الأمريكي دوايت ديفيد أيزنهاور، أول من استعمل التسويق السياسي في حملته الانتخابية عام 1952. الفرق بين التسويق السياسي والتسويق الانتخابي: يعرف التسويق الانتخابي بأنه هو الذي يكون قبل إجراء الانتخابات، وذلك في إطار الحملة الانتخابية من أجل التعريف بالمرشح وأيديولوجية الحزب بهدف التأثير في المشتري (المواطن) وبالتالي الفوز بمقعد في الانتخابات مع مراعاة الإطار القانوني للحملة الانتخابية أو التسويق الانتخابي، في حين يعرف التسويق السياسي بكونه يكون طيلة السنوات ما دام الحزب قائما، وذلك بالاعتماد على الحملات الإعلامية والندوات الصحفية وتأطير المواطنين، وإبلاغ رسائلهم إلى المجالس المنتخبة (البرلمان، البلديات،...) والتعريف بأيديولوجية الحزب. فالتسويق السياسي أكثر شمولا واستمرارية من التسويق الانتخابي. التسويق السياسي عند حزب العدالة والتنمية المغربي: حقق حزب العدالة والتنمية المغربي نجاحا كبيرا، سواء في الانتخابات التشريعية أو الجماعية، إذ انتقل من المرتبة العاشرة في الانتخابات التشريعية عام 1997 إلى حزب يحتل المرتبة الأولى في 2011 و2016، ومن حزب تطالب بعض الجهات بحله في إطار ما عرفه المغرب من أحداث إرهابية في 2003، إلى حزب أصبحت له شعبية كبيرة لدى كل شرائح المجتمع المغربي. وبالعودة إلى الوسائل أو المنهجية التي تدخل في إطار التسويق السياسي لحزب العدالة والتنمية، نجد أن هذا الأخير يعتمد على مجموعة من الأساليب، منها بالأساس تنظيمه ما يسمى بـ "قافلة المصباح"، وهي قافلة سنوية تجوب كل ربوع المملكة (المدن والقرى) إذ يتم تلقي شكايات المواطنين والتواصل معهم، بالإضافة الى هذا نجد الحزب يعتمد على الوسائل التكنولوجية الحديثة "الفيسبوك، التويتر..."، تجدر الإشارة هنا إلى أن حزب العدالة والتنمية رغم مكانته، فإنه لا يتوافر على جريدة ورقية. كما ان للحزب شبيبة قوية، ففي 2016 قام الحزب بتنظيم أول ملتقى للشباب في العالم القروي، وذلك من اجل بسط نفوذه في البوادي، علما أن الحزب يحصل على نتائج متدنية جدا عكس المدن، هذا من جهة أما من جهة أخرى، نجد أن حزب العدالة والتنمية يعتمد على حركة التوحيد والإصلاح التي تعتبر أكبر جماعة إسلامية في المغرب بعد جماعة العدل والإحسان، رغم ان حزب العدالة والتنمية يرى انه لا تربطه أي علاقة بحركة التوحيد والإصلاح. فالتسويق السياسي عند حزب العدالة والتنمية، لم يكن يعتمد على الأسلوب الديني والإعلامي فقط، وإنما كان كذلك يعتمد على شخصية أمينه العام السابق عبد الإله بنكيران الذي يعتبر أكثر الشخصيات السياسية شعبية في تاريخنا هذا، وهي شخصية افتقدها حزب العدالة والتنمية ومعها سيفقد الحزب شعبيته.