15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عقب اغتيال القيادي في حركة "فتح" العقيد فتحي زيدان (الثلاثاء) بعد استهدافه بانفجار سيارة مفخخة بالقرب من مخيم عين الحلوة في صيدا جنوبي لبنان، طارت برقيات إخبارية متشائمة تحذّر مما يخطط ويعدّ للمخيمات الفلسطينية في لبنان، ومن إشعال فتنة داخلية في مخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان.من ذلك مخيم عين الحلوة القريب من مدينة صيدا في الجنوب اللبناني، الذي يشهد من فترة اقتتال بالأسلحة بين عناصر من حركة فتح وبين ميليشيات مسلّحة ذات خلفيات دينية متطرفة، بهدف خلط الأوراق في عموم لبنان لصالح أجندات خارجية لدول وجهات تعمل في أكثر من ساحة في الإقليم العربي.وما حدث هذه المرة ليس اشتباكًا اعتاده مخيم عين الحلوة، وغيره من مخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان، ولا رصاصات من كاتم صوت يقتل قائدا فلسطينيا، أو مسلّحا متشدّدا في أحد أزقة المخيم، بل عبوة ناسفة تقتل العقيد الفتحاوي فتحي زيدان، فمن المستفيد من مثل هذه الاغتيالات؟الإجابات حتما ستكون متعددة، فربما المجموعات المتشددة من أنصار داعش أو التنظيمات الأخرى ذات الصلة بها، أو غيرهم، وربما إسرائيل قرّرت رفع منسوب التوتر في المخيمات الفلسطينية في لبنان، فأوعزت إلى عملائها بالبدء بتنفيذ مخططاتها الإجرامية في مخيمات لبنان.المخطط على ما يبدو، والذي استهدف زيدان أمين سر حركة فتح في "مخيم المية المية"، وهو صغير في حجمه وعدد اللاجئين القاطنين فيه والقريب من المخيم الذي شهد حادثة الاغتيال، سار وفق ما أراده المعدّون لهذه الجريمة، كون مخيم عين الحلوة أكبر مخيمات اللاجئين في الجنوب ليكون الوقع أكثر انتشارا وأهمية. وتعد "فتح" الفصيل المسلح الأكبر في "عين الحلوة"، بالإضافة إلى تواجد "حماس" ومجموعات إسلامية مختلفة بعضها معروف بتشدده، والعلاقات إجمالا بين قيادات المخيمات العسكرية والسياسية مع الدولة اللبنانية جيّدة. والفلسطينية – الفلسطينية كذلك، وهناك توافق بين مختلف الفصائل الفلسطينية على ضبط أمن المخيمات.تراكمات مخلّفات الاقتتال في مخيم عين الحلوة، وقبلها في مخيم نهر البارد شمالي لبنان ونمو الجماعات المتطرفة، فذلك قديم ويعود لتسعينيات القرن الماضي، وأبرزها كان مع "جند الشام" و" فتح الإسلام" وتنظيم "عصبة الأنصار" و"أنصار الله " و"عصبة النور" التي اندثرت، ويعيش داخل المخيم كذلك أكثر القوى الإسلامية تشددا والمحسوبة على تنظيمات القاعدة وجبهة النصرة وعناصر تابعة لداعش.وهذه الجرائم ومثيلاتها، وافتعال أسباب للاقتتال بين مسلّحين وخارجين عن النظام والقانون، تسلّلوا سابقا إلى داخل المخيمات مثل مخيمي البداوي ونهر البارد في الشمال اللبناني، المتفق عليه بين القوى الفلسطينية، تــســتهدف الـوجـود الفلسطيني في المخيمات، والعلاقــة الفلسطينية اللبنانية.ولجأ مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى لبنان عام 1948، مع النكبة الفلسطينية وقيام "دولة إسرائيل"، ولا يزالون، بعد مرور أكثر من 66 عامًا، يتواجدون في 12 مخيمًا منتشرا في أكثر من منطقة لبنانية، وتقدر الأمم المتحدة عددهم بحوالي 460 ألفا.ومخيم عين الحلوة مقارنة بباقي مخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان، يعاني من أوضاع أمنية واجتماعية معقدة لأسباب عدة، وتعود إلى تداخلات بين الفصائل الفلسطينية في بعض الأحيان، ومنها أنه أكبر مخيم في لبنان، وشهد أكبر وأوسع تسلل للجماعات المتشدّدة في أوقات زمنية سابقة، وغالبية هذه المجاميع المسلّحة تتلقى الدعم من جهات خارج المخيم، إلى جانب أن التكوين الاجتماعي للمخيم، عائلي وعشائري... وإلى الخميس المقبل.