10 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); شاع في بعض الدول العربية مصطلح "التكية"، والتي انتشرت ضمن المنشآت الدينية التي حلت محل "الخنقاوات" المملوكية في العصر العثماني، وكان مقصود بها المواقع الخاصة لإقامة المنقطعين للعبادة من المتصوفة ومساعدة عابري السبيل، غير أنها تطورت في بعض اللهجات العربية الدارجة لتحمل معنى آخر بأنها الملكية الخاصة، والتي تصبح حكرا على شخص أو مجموعة خاصة بهم، فلا يستفيد منها أحد غيرهم.بهذه المقدمة أردت الولوج إلى تتمة لمقالي الأسبوع الفائت والمعنون"أبراج المثقفين". ولم أكن أتصور ما أثاره من كم كبير من نقاش وحوار عبر وسائط متعددة ولقاءات شخصية، شملت شرائح متنوعة. ولكوني لا أرغب في إرهاق القارئ بالقول الشائع: يتبع، أو انتظرونا في المقال التالي، إلى غيرها من المعاني، وذلك حرصا على وقت القارئ، وإدراك سيرورة الحياة، ولذلك أردت الدمج بين ما أثاره المقال السابق، وطرح فكرة جديدة في هذا المقال.وليس بالضرورة سرد كل ما أثير من جدل حول المقال المشار إليه، بقدر ما إن أردت إبراز أفكار عامة وسريعة، لعلها تسبر أغوار ما أثار حفيظة البعض بالقول"أبراج المثقفين".ولعلنا نثير جدلا آخر في مياه تكاد تكون راكدة، حينما نرى أن بعض المثقفين الذين ينعزلون عن واقعهم، ويسكنون في "تكية" خاصة بها - اقتباسا من المعنى الدارج بحصرية هذه التكية على أناس بعينهم- دون أن يكون لمتلقيهم حق المعرفة، وقد يكون هذا إما بشح الإبداع، أو إذا كان وفيرا، كانت بالتالي الطامة الأخرى، وهي التعامل مع هذا الطيف الواسع من المتلقين من واقع فوقي.وقد لا يكون التعامل الفوقي هو المستهجن فقط، بل إن الاستعلاء في الكتابة، وعدم النزول إلى شريحة المتلقين هو الملمح الآخر من "أبراج المثقفين" التي يعيشون فيها عبر "تكية" خاصة بهم، يتقوقعون داخلها، الأمر الذي يثير نفور المتلقين واستهجانهم، بل والانصراف عن المنتج ذاته، مهما كانت فكرة المثقف الإبداعية، بعدما استعصت عليه لتقديمها بمفردات أدبية تجذب إليها الفئة المستهدفة من المتلقين.لا أقصد من قبل أو من بعد أشخاصا بعينهم، بقدر ما أتناول ظاهرة، تكون تكاد شائعة في أوساط ثقافية، الأمر الذي تكون له انعكاسات واضحة على المشهد الثقافي ذاته، فحينما ينشغل المثقف بالإبداع أو الفعل الثقافي، فإنه حينها لا يكون حرا لنفسه، ولكنه ملك للمتلقي، والذي قادر على أن يجعله نجما، أو يوقعه أرضا.