16 أكتوبر 2025
تسجيلكل يوم تطلع علينا إيران بتصريحات وبيانات بل إنذارات تصب في هدف حماية اللانظام السوري الذي مازالت تدعمه بالمال والرجال والسلاح ضد ثورة شعبية قامت من أجل تحقيق حرية شعبها وكرامته وتخليصه من الطغيان والاستبداد في حقبة حكم الأسد الأب والابن حيث لا يغيب عن أحد كم أصبح حجم التدمير للبلاد والعباد وكيفية إدارة صراع الطاغية مع محكوميه على شكل ما نظن أن التاريخ شهد له مثيلا مأساويا وكارثيا. ورغم ذلك يجدد المسؤولون الإيرانيون دعم العصابة الأسدية. فيقول نائب مسؤول القوى الجوية للحرس الثوري الإيراني: "إننا سنبقى ندعم نظام الأسد إلى أبعد الحدود لأنه نظام يشكل الجبهة الدفاعية الأمامية عن الثورة الإيرانية". طبعا لقد كانت التصريحات من قِبَلِ العديد من رجال الحكم والملالي أن إيران وما يسمى بحزب الله إنما يتدخلون في سورية لحماية المزارات والمراقد الشيعية في دمشق وغيرها. ولما وجدوا أن هذا السبب المطروح لم يقنع عموم الشعب السوري وغيره انتقلوا ليرفعوا عقيرتهم أنهم إنما يدافعون عن نظام الأسد لأنه يشكل الخط الحديدي الذي يحمي ظهر المقاومة ضد إسرائيل. ولا بد من الوقوف معه كي لا يكشف ظهر هذه المقاومة. كما صرح حسن نصر الله مرات عديدة. ثم إنه بعد أن كذبوا وكذبوا بادعائهم أنه لا يوجد إيرانيون يقاتلون الثوار في سورية حتى قال السفير الإيراني عبر مقابلة مع قناة الجزيرة قبل أشهر أنه يتحدى أن يثبت أحد وجود مقاتل واحد في سورية. رجعوا - وبعد ثبوت تورطهم في القتال – ليؤكدوا على لسان النائب المذكور وقبله عبدالله عبداللهيان مسؤول الشؤون العربية الإيرانية وقبل يومين نائب الخارجية الإيرانية أنهم لا بد أن ينقذوا النظام من السقوط. ليبقى المنافح القوي عن الثورة الإيرانية. فما كنا نتحدث به منذ زمن وزمن عن المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة العربية وكسب النفوذ فيها ظهر أنه الرأي الصحيح وذلك باعتراف كبارهم اليوم من مختلف الأطياف. خصوصا ما يتعلق بالقضية السورية ولا بد من بذل كل شيء لإبقاء بشار الأسد ونظامه الدموي في البلاد دون أي شعور إنساني. تماما كما هي إسرائيل تلهث ساعية إلى إبقائه وإقناع حلفائها بذلك. وهكذا يضحون بشعب كامل وبلد كاملة من أجل فرد ديكتاتور مثلهم لإحراز نجاح لهم في قضية لعبة الأيدولوجيات والمصالح ليس إلا. وما كذب بعضهم أنه لا مانع من بديل عن الأسد بشرط أن يتصف بالثقة ولا يسبب الفوضى إلا ذر للرماد في العيون. فالمهم المعول عليه هو الواقع الذي يثبت سعيهم الحثيث لبقاء الأسد لأنه رأي الولي الفقيه في طهران وطائفته فرع من الشيعة كما اعترفوا منذ سنوات. وهم قلقون جدا من صعود أي حاكم سني بغض النظر عن توجهاته لأنه سيقطع حبل المشروع الإيراني ويعود عليهم ذلك سلبيا في العراق ولبنان. سيما أن التناغم الأمريكي واضح خصوصا بعد محادثات الملف النووي الإيراني مع الرغبات الإيرانية في سورية ولذا يغض الأمريكان الطرف عمليا عن كل المجازر اليومية وإن بالبراميل المتفجرة أو الكيماوي الذي عاد منذ أيام وضربت به بلدة حرستا في ريف دمشق وقرية كفرزيتا في ريف حماة وبلدة التمانعة في ريف إدلب حيث أصيب العشرات بالغازات السامة المنبعثة من الدخان الذي خلفه قصف المجرمين. والغرب والشرق وحكام العرب والمسلمين لا حراك لهم أبداً وموقفهم لا يقل سوءا عن غيرهم وهم يرون ويحسون أن سورية أصبحت تحت الوصاية الإيرانية فإلى متى يا قوم. أما تخشون أن يأتي عليكم الدور أم ماذا؟!إنه لن ينفعكم الاستقواء بدولة عظمى تنحاز إلى إسرائيل وإيران حقيقة وتظلون أنتم الضحية رغم امتلاككم معظم الثروة والقوة التي تحسم القرار. كونوا مع شعب سورية وثورته وامنحوهم أكبر شيك مفتوح لتوفير القدرة على مواجهة الطغاة مثلما تمنح إيران شيكات مفتوحة لدعم الظالم كما هو معروف. إن الثوار يدافعون عن كل عربي ومسلم في العالم ضد المشروع الإيراني فلا بد من النصرة وإحداث التوازن الحقيقي على الأرض وإلا فستأكل من فيها دون جدوى في هذا الصراع. تدخلوا فإن ذوي الشر يتدخلون لإنقاذ الأسد لأنه لا يشكل أي تهديد لإسرائيل ويحرق سورية بمعادلة مختلة أيما اختلال بينه وبين الثوار الذين هبوا سلميين ولا يحبون إدخال بلدهم في أفغنة أو عرقنة أو صوملة أو لبننة كانت عواقبها وخيمة. أليس من قمة الفخر أن تمنعوا من فقد شرعيته بعد كل شلالات الدماء من تحقيق هدفه. إن إيران لا ترى الحل في سورية اليوم إلا بالانتخابات القادمة التي يترشح فيه الأسد. ولماذا؟ أليس لإعادة إنتاجه من جديد استمرار الأمل الإيراني للتوسع في سورية ثم في غيرها. حيث لا بد من تحقيق أهداف الثورة الإيرانية بتصديرها من جديد وهذا ما أبداه روحاني في مؤتمر دافوس الاقتصادي في يناير 2014 حيث غلف الحديث بقوله: "إننا نرغب في زيادة انخراطنا مع المجتمع الدولي " إنه النفوذ ولا بد من الخطة وإنها تجليات الثورة الإيرانية المفصلة في الدستور الذي يسعى في هذا الجانب إلى تدمير الآخر السني. وحسبنا وضع أهل السنة في إيران دليلا. فلنعرف الحاضر ولنستشرف المستقبل قبل أن تكبر النكبة وتخرب البصرة!