02 أكتوبر 2025
تسجيلأعتقد جازماً بأن مشكلة النظام الرسمي العربي تتمثل في غياب الاستراتيجية العربية الموحدة، بل أستطيع القول في غياب المشروع العربي الواحد، ولهذا نجد أن هذه الأمة تتقاذفها أمواج الاحتلال والسيطرة والتبعية، وبالتالي فهي أمة أصبحت لا تهش ولا تنش في هذا النظام الدولي العالمي. غياب هذه الاستراتيجية جعل نظامنا الرسمي العربي لا يعرف من هو وماذا يريد.. ومن هو عدوه الحقيقي.. ومن هو صديقه الحقيقي.. ولأنه لا يملك مثل هذا المشروع أو هذه الاستراتيجية أصبح يرى الخطأ صواباً.. ويرى الصواب خطأ.. والمقاومة إرهاباً.. والإرهاب وجهة نظر.. ويرى في الجهاد والمقاومة عملاً لا يتناسب مع الواقع.. ويرى بالمفاوضات العبثية مع العدو الصهيوني الخيار الاستراتيجي الأول والوحيد وهو يعلم أن هذا العدو لا يفهم سوى لغة المقاومة.. وقد قالها قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر "إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة". غياب هذه الاستراتيجية العربية جعل النظام الرسمي العربي لا يعرف من يقف إلى جانب قضاياه المصيرية العربية ومن يقف إلى جانب عدو هذه الأمة وهنا لابد من الإشارة إلى فنزويلا وإلى الرئيس الراحل هوغو شافيز الذي وقف مع الحق العربي وناصر هذا الحق وعاش ومات وهو ينادي بهذا الحق عندما قال "إن فلسطين هي فنزويلا.. وأن فنزويلا هي فلسطين". وعندما قال "إن إسرائيل هي العميل القاتل للولايات المتحدة الأمريكية" وعندما طرد السفير الصهيوني بعد العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وعلى قطاع غزة عام 2006 وعام 2008، هذا القائد الأمريكي الجنوبي لم نعطه حقه من المساندة والدعم رغم أنه واجه الكثير من الضغط والتهديد بل المؤامرات لقتله وإسقاطه من اللوبي الصهيوني والإدارة الأمريكية، ليس لأنه حافظ على فنزويلا من التهديد الأمريكي وإنما لأنه ساند القضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية وهذه المساندة وهذا الدعم يعتبران خطاً أحمر للصهاينة وللإدارة الأمريكية لهذا هم حاربوه وحاولوا قتله وإسقاطه مرات عديدة. الآن وبعد وفاة هذا القائد العربي الناصري الذي يعتبر أكثر عروبة من بعض العرب خلفه السيد مادورا وينافسه السيد كامبرليس.. الأول خليفة مناصر العرب والقضية العربية، والثاني حليف للعدو الصهيوني لأنه من أصل يهودي.. فهل يعرف نظامنا الرسمي العربي الفرق بين هذين المتنافسين.. وأين سيقف العرب من هذه الانتخابات.. وهل فعلوا شيئاً؟! الله أعلم أين سيقفون. الله يستر.. أن نخسر حليفاً استراتيجياً للعرب.