17 سبتمبر 2025
تسجيلروح سيدي عمر المختار هي التي تقود ثورة الليبيين في شرق ليبيا وهدفها وغايتها بالتأكيد تحرير كل ليبيا. سيدي عمر لم يحارب الغزاة الطليان من أجل شرق ليبيا فقط وإنما صاولها من أجل تحرير كل ليبيا. وبالمثل أحفاده اليوم الذين ثاروا على القذافي ونظامه الفاشي، في الشرق والغرب والجنوب، هدفهم تحرير كل ليبيا. وحيث لابد من طرابلس في آخر المطاف. وحتى لو تأخرت حالة الثورة في طرابلس فإن متوالية المدن المحرَّرة في الشرق ماضية في مسارها، وإن طال كراً وفراً، لغاية لحم كل ليبيا بالحالة الثورية التحررية: وقرية بقرية وبلدة ببلدة ومدينة بمدينة في سبحة ثورة 17 فبراير: ثورة شبيبة كل ليبيا: في شرقها وغربها وجنوبها..... إلى أن تكون نهاية القذافي: هارباً أو قتيلاً أو واقعاً في قبضة الثوار. فتلك نهايته وعليه أن يختار بين سيناريوهاتها الثلاث الحتمية. وفي كل الأحوال فإن السيناريوهات الثلاث الآنفة تنتهي إلى مضمون النهاية نفسها في معناها الجوهري. أي نهاية سعيدة للشعب الليبي، عنوانها: ليبيا حرة من حكم القذافي ونظامه بقضه وقضيضه. وهي، على وجه ثان، نهاية خلاصية تليق بتحرر الروح والحلم والواقع الملموس من طغيان مسخ برتبة عقيد.. أين منه المسخ الكافكاوي في صورته الترعيبية أو الصورة الهزلية للطاغية البطريرك في خريفه بقلم غابرييل ماركيز. إنه " قائد زنقة زنقة". وبمجرد حدوث نهايته سوف يختفي من المشهد، تماماً، جميع المجلوبين، ترغيباً أو ترهيباً، لأداء دور الجماهير الغفيرة، مُحمَّلين صور قائد العصابة ومتلحّفين بالخرق الخضراء، صائحين بشعار عبادة الطاغية:" الله والقائد وليبيا بس".. ولأن القذافي قائد عصابة دموية، وليس ديكتاتوراً تقليديا يشبه بن علي أو مبارك أو حتى عبد الله صالح، انتهت الثورة الليبية إلى حركة كفاح مسلح بعدما أعلن القذافي حربه الشاملة، برّاً وجوّاً وبحراً، على الشعب الذي يُفترض أنه شعبه.. أي أنه بخلاف الثورة التونسية التي تولدت من الفعل البوعزيزي المشهدي والثورة المصرية التي قامت على إعلان بيانها من قلب ميدان التحرير في قلب القاهرة التي هي قلب مصر فإن ثورة الليبيين أحيت روح شيخها المختار "أسطورة الزمان" في مصاولة المستعمر الفاشيستي لمقارعة المستبد الفاشيستي المحلي، الذي أرعبه أن يثور شبيبة ليبيا في وجهه فوصفهم بالجرذان في إسقاط نفساني يعكس شعوره بالخوف الشديد من ثورة الشعب عليه كخوف جرذ حصاره قط في زنقة مغلقة.