11 سبتمبر 2025
تسجيلتُعَدّ المجتمعاتُ المعاصرة، متنوعةُ الثقافات، أمرًا شائعًا في العالم اليوم. وفي هذا السياق، تكمن أهمية الاعتراف بالهوية الثقافية وتبني المقاربة الهوياتية في بناء مجتمعات متعددة الثقافات؛ فالاعتراف بالهوية الثقافية يمثل خطوةً أساسية نحو التفاهم والتعايش السلمي بين الثقافات المختلفة؛ لأنّ المقاربة الهوياتية تقدم إطارًا نظريًا وعمليًا لفهم التنوع الثقافي وتعزيزه من جهة وتمكين التفاعل الحضاري من جهة أخرى. تعد الهوية الثقافية مجموعة من القيم والمعتقدات، والتقاليد، والعادات التي تميز مجتمعًا معينًا؛ ولهذا فإن فهم الهوية الثقافية يساعدنا على فهم أنفسنا، وفهم الآخرين بشكل أفضل، ويعزز الانتماء، والهوية الوطنية، ويعمل على بناء جسور التواصل والتفاهم بين الثقافات المختلفة. إن الاعتراف بالهوية الثقافية يعني أن نقدر، ونحترم التنوع الثقافي، ونعترف بأن كل فرد يحمل هوية فريدة تستحق الاحترام، والمساواة. إن عملية تعزيز التسامح، والاحترام المتبادل، لا تحدث إلا إذا كان هناك اعتراف بالهوية الثقافية للآخرين، وبناء قاعدة للتعايش السلمي والاحترام المتبادل. إن تقبل الآخر بتَفهّم الثقافات المختلفة يسهم في خلق بيئة تعاونية، ومتساوية؛ ولذا فإننا عندما نعترف بالهوية الثقافية للآخرين، فإننا بذلك نفتح الباب للتعاون، والتفاعل الاجتماعي. ويؤدي ذلك تباعاً إلى تبادل الخبرات، والمعرفة، وتعزيز الابتكار، والتطور في مجالات مختلفة. وهو ما يعني ببساطة الاعتراف بالهوية الثقافية أو تبنّي المقاربة الهوياتية، لأننا حينها نكون مستعدين لاستكشاف وجهات نظر جديدة وفهمها. إن هذا التفكير الانفتاحي يسهم في تعلم مستمر وتطور فردي وجماعي. وعليه، فالتعايش السلمي، وتقوية الاندماج الاجتماعي، حيث المقاربة الهوياتية يعززان الاندماج الاجتماعي والتعايش السلمي بين أفراد المجتمعات المتعددة في ثقافاتها. وذلك يتم من خلال الاهتمام بالتنوع الثقافي، واحترام الهوية الثقافية للجميع، إذ يُعزَّز الاندماج والتعاون بين الأفراد، وهو ما يشكل صورةً للتفاعل الذي يعزز الابتكار والتنمية الاقتصادية، من خلال تبادل الخبرات، والمعرفة، وتطوير فرص العمل، وريادة الأعمال. إضافة الى تعزيز التعليم والتعلم، فالمقاربة الهوياتية تعزز التعليم والتعلم بشكل شامل. من خلال تضمين الثقافات المتعددة في المناهج الدراسية، وتوفير بيئة تعليمية شاملة، إذ يمكن للطلبة أن يتعلموا بفعالية، ويتطوروا في بيئة متعددة الثقافات؛ لذا، يجب أن نعمل جميعًا على تعزيز الاعتراف بالهوية الثقافية، وتبني المقاربة الهوياتية في حياتنا اليومية وفي بناء مجتمعاتنا.