27 أكتوبر 2025
تسجيليُعيد صياغة الإنسان من جديد في أجمل صياغة إن أراد.. يلامس ويحرك القلوب والعقول والجوارح إلى التغيير الإيجابي وفق شرع الله تعالى.. يبني القيم في مساحات الحياة وما أروعه من بناء.. يعيد التصورات والأفكار وفق منهج الله سبحانه وتعالى وهدي خير الرسل صلى الله عليه وسلم.. يغرس فينا التقوى ويقويها لتكون صمام الأمان لسير في هذه الحياة ((لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ)). قال رجل لأبي سعيد الخدري رضي الله عنه»أوصني يا أبا سعيد، قال: عليك بتقوى الله، فإنها رأس كل شيء».. فيه من المشاهد والمباهج والأفراح والبشائر والعزة والنصر ((قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)).. وفيه ينادي» وينادي منادٍ: يا باغي الخير « يقول الإمام الكرماني رحمه الله «أي: طالب الثواب»، «أقبل» أي: ارجع وتعال واطلب الثواب بالعبادة، فإنك تُعطى ثواباً كثيراً بعمل قليل، وذلك لشرف الوقت». «ويا باغي الشر أقصر» أي: يا من سعى بالمعاصي اتركها، وتب وارجع إلى الله تعالى». وما أجمل هذه المناداة في أيام هذا الشهر، شهر التربية والاستثمار والتحوّل إلى التغيير العملي المثمر، وكذلك تصحيح المسار وخريطة الطريق للفرد والأمة!. فيه كذلك أنه يمنحنا الفرص لاغتنامها وكيفية التعامل معها، وأن لا تضيع علينا في هذا الشهر أو نحن نضيعها، وهي ميدان كبير لا يعرفه ولا يكون فيه إلاّ أصحاب الهمم.. ويزرع فينا قيمة الإخلاص في أعمالنا ونحن نسير في مساحات الحياة وما يشوبها ما يعكر صفو هذ الإخلاص، قال يوسف بن الحسين الرازي رحمه الله « أعز شيء في الدنيا الإخلاص...»، وقال الربيع بن خثيم رحمه الله «كل ما لا يبتغي وجه الله يضمحِلُّ». ويدربنا على قيمة العطاء وله صور كثيرة، «وكان أجود ما يكون في رمضان» صلى الله عليه وسلم، ولك أن تتخيل هذا المعنى الذي يحمله معلّم الناس الخير في مساحات العطاء!. ويدعونا إلى الانضباط والالتزام والتخلي عن كل ما يفسده، «من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه». «إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ،». فهيئ نفسك وجوارحك على الانضباط والتحلي بكل ما هو جميل ويحفظ صيامك وأوقاتك!. فأنت تقدر بكل تأكيد لأنك استشعرت كل هذه المعاني الحية من الصوم!.. ويعلمنا ويذكرنا أن لنا أخوة في العقيدة يدافعون عن الأرض المقدسة في غزة العزة وعلى كل تراب فلسطين المباركة ضد مغتصب سارق نازي صهيوني مجرم، وأن نقف معهم بما نستطيع، ونحن والحمدلله نستطيع، فلنكن على هذا الثغر ثغر النصرة !. «ومضة» إذا لم ندرك المعاني الحية من الصوم ونأتي عليها في واقعنا الفردي والمجتمعي فقد فاتنا الخير الكثير!. إنه الصوم!.