11 سبتمبر 2025
تسجيل* منذ أن هددنا آباؤنا وأجدادنا بالعسكري ولد فينا شعور اسمه الخوف، فكلنا نذكر أن الأم كانت تقول (إن منمتش حجيبلك العسكري) و (إن مكلتش حجيبلك العسكري) أو (لو مسمعتش كلامي حجيبلك العسكري) نشأنا على هذا التخوف من العسكري حتى إن الأولاد كانوا يختبئون خلف أمهاتهم في أي طريق يظهر فيه العسكري خوفا مما سيفعل بهم، لم نكن نعرف أن آباءنا كانوا يؤصلون للخوف من العسكري الذي سيفعل بنا أكثر مما يفعله (أبو رجل مسلوخة) أما العسكري فالأكثر رتبة عرفوا ما لسطوتهم من تأثير على غيرهم، وأصبح الشعار (أنا صاحب سلطة .. إذن أنا الأقوى) ونما الاستقواء بالمناصب وأصبح إرثا معترفا به لا نقاش فيه، عسكري يسوي هوايل..مخبر يوريك الويل!! ببساطة هل أنت صاحب سلطة في أي نقطة بعالمنا العربي الوسيع؟ تقول نعم؟ إذن أبشر فأنت غير، أحلام سعادتك أوامر، طلباتك مجابة وإن طلبت لبن العصفور، أما مصائبك التي تفعلها فهفوات بسيطة رغم أنك تعلم أنها تستحق العقاب، أو السجن! راقب الجميع، تنصت على الجميع، افضح بتسجيلاتك خلق الله، واعلم أن الجميع يهابك، ويخافك، ومستعد لاسترضائك بما لا يخطر على بالك، طبعا لاتقاء شر حضرتك المستطير، وفوق ذلك إن كنت صاحب سلطة (طيح) في العباد على كيفك، سب، اشتم، حقر، غجر، لوث الذمم، اتهم تهما (تودي في ستين داهية) إن كنت من ذوي السلطة انهب ما تريد، وقتما تريد، قدر ما تريد، لن يفتح أحد فمه! وكيف يتطاول الرعاع على الأسياد؟ اطمئن، اقتنِ ما يروق لك من خيرات، لن يتهمك أحد بالسرقة أو نهب المال العام (كله فداك) كله طوع أمرك، أما إذا أغضبك أحدهم فصب عليه جحيمك، أره نجوم الظهر والعصر معا، لا تأخذك فيه رحمة ولا شفقة، إذ كيف يجرؤ على مجرد التفكير في تعكير دم حضرتك؟ لكن لاحظ أن أمرا واحدا لا يمكنك تجاوزه، ولا تخطيه، ولا الخوض والعيب فيه، ذلك عندما تمس المقدس، فهذا (الزند) قامت عليه الدنيا رغم بطش سلطته ذلك عندما تجرأ وقال إنه سيحبس أي شخص حتى النبي، وربما عرف صاحب السلطة الرفيعة بعد الفوران والغليان والغضب أن مس المقدسات ممكن يخلع الأسياد من مناصبهم ليكونوا عراة من قوة المنصب التي أذاقت الناس هوانا، وذلا، وعذابا. * للتطاول على الدين ورموزه تاريخ بدأ من إسلام بحيري، والشيخ ميزو، وفاطمة ناعوت، وسيد القمني، ولن يكون آخرهم الزند ولا ابن مرتضى منصور إلا إذا وقف الجميع أمام القانون ليقتص منهم دون محاباة، ثم لماذا لا يقال الزند؟ هل لأنه (عارف بلاوي) لو قالها سيفضح المستور؟ بالمناسبة لم يتعرض الزند للمساءلة عندما باع أرض نادي القضاة ببورسعيد لقريب زوجته وهي ملك للدولة، واضح إنه يصح للزند ما لا يصح لغيره، ألم نقل إن أحلام صاحب السلطة أوامر!!.* طبقات فوق الهمس* يحكى أن رجلا دفن كلبا في مقابر المسلمين فشكاه الناس للقاضي، فلما حضر الرجل أمام القاضي سأله: هل دفنت الكلب في مقابر المسلمين؟ قال: نعم لقد أوصاني الكلب بذلك ولقد لبيت وصيته. فقال القاضي: ويحك تدفن (نجسا) في مقابر المسلمين ثم تستهزئ بالقاضي؟ فقال الرجل: لقد أوصى الكلب أيضا بألف دينار للقاضي. فقال القاضي: رحم الله الفقيد. فتعجب الناس من صنع القاضي فقال لهم القاضي: لا تتعجبوا لقد تأملت الكلب فرأيته من نسل كلب أصحاب الكهف.* إذا لم تقف إلى جوار الحق..لا تأمل يوما أن يقف الحق إلى جوارك، فالحق حر لا يقبل التدليس.* كلما رأيت رجلا يقف إلى جانب الحق، وينصفه، ويدافع عنه، عرفت منبته، وسيرته الذاتية دون (سي في).* تقول صديقتي بعد تجاربها الموجعة، ناس هذه الأيام (في ضهرك كلام زي السكاكين، وفي وشك أولياء الله الصالحين) وأقول لكل الذين يعانون تقطيع لحومهم على موائد النميمة، إن العواصف الهوجاء لا تعبأ بالحشائش القزمة التي لا تكاد ترى، إنما تترصد النخل الباسق، والمنارات العالية، والجبال الشوامخ.* يقول جورج أورويل: (في زمن الخداع يكون قول الحقيقة عملا ثوريا) من يجرؤ على قول الحقيقة دون أن يتصور الثمن الذي سيدفعه.* أكيد الرجال فصيلة نادرة مهددة بالانقراض، أتكلم عن الرجال وليس الذكور.* علمني موت الفجأة أن الدنيا بكل زخارفها، وجمالها، لعب، ولهو، وزينة، وتفاخر، وتكاثر في الأموال والأولاد، وليس لنا مع كل ما ملكنا إلا اللهم حسن الخاتمة.* إن الظلم يجعل من المظلوم بطلا، أما الجريمة فلابد من أن يرتجف قلب صاحبها مهما حاول التظاهر بالكبرياء (عمر المختار). * اللهم من شتم رسولك، اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا، وأرنا فيهم عجائب قدرتك.* السكينة تسكن قلبك..ما أسعدك.