15 سبتمبر 2025

تسجيل

الحكايات الخرافية (2)

14 مارس 2015

الحكايات الخرافية معين لا ينضب.. من هنا لجأ العديد من الكتاب إلى الاقتباس من تلك الحكايات. سواء في الشرق أو الغرب، وصالح المناعي واحد من هؤلاء الكتاب، يقول الكاتب الروسي العظيم مكسيم جوركي كما أخبرني كل من الصديقين حسن حاموش وعبدالله الحامدي إنه قد لخص الأمر عندما حدد بإيجاز أبعاد الحكاية الشعبية.. يقول جوركي "تلقي الحكاية الشعبية الضوء على حياة أخرى، يحلم المرء فيها بعالم أفضل، عالم تسوده رياح الحرية والعدالة".كل شعوب العالم تملك حكاياها الخرافية وأساطيرها وأناشيدها وكل شعوب العالم قد ساهمت في صنعها وبلورتها، وجل هذه الحكايات الخرافية تعبر عن القوة التي قد تسهم قدر الإمكان في رفع المعاناة عن الإنسان.. وتجسد أحلام الفقراء والمستضعفين والبسطاء من الناس، أمام تحديات أكثر قسوة في الحياة، وفي كل الأطروحات التي تستحضر عبر الخرافة والحكايات الشعبية يكون هناك انحياز للعدالة في المطلق وتجسيد لبعض الأماني والأمنيات.في حكاية أم حمار مثلاً هناك أنماط من بسطاء الناس يتعاملون مع الحياة بحسن نية، نماذج عديدة لا تعرف اللؤم والخسة، وهذا يمثل جزءًا من نسيج أي مجتمع في هذا الكون. وهناك نماذج بخلاف هؤلاء وهم قلة، إذاً أي خرافة أو حكاية شبعية تمتلئ بالعديد من النماذج. الخبيث والطيب. الكاذب والصادق. الكسول والمجدّ، والمجتهد والنشط، الأحمق والذكي، التاجر والفقير.. المنافق كما في كل المجتمعات ولاعبي ثلاث ورقات، الدّعي وغيرهم.إذاً النماذج تتعدد. وكل هؤلاء مرتبطون بالمجتمع، وأي حكاية قوامها الأفراد، فهذا مرتبط بنسيج المجتمع، لا يهم إذا كان المجتمع ثرياً أو فقيراً، لأن الحكاية في مجملها مرتبطة بالأحداث، قد يكون بعضها لا منطقياً وإن حملت الوعظ والإرشاد والحكمة، وقد يكون أبطالها أناساً مثلي ومثلك، أو أبطالاً شجعاناً أو ذوي قدرات خارقة أو من الجان والمردة والعفاريت أو بعض الحيوانات، ولكن كل هذه الحكايات من ابتكار الشعب، والناتج أن الأشرار يلقون حساب خستهم في النهاية وتكون العدالة جسراً لحياة أفضل للبسطاء من الناس كما في نص أخي صالح المناعي.. أنا حقاً سعيد بعودة الطيور المهاجرة وعودة الحياة للحراك المسرحي بعيداً عن الأحقاد والكراهية.