15 سبتمبر 2025
تسجيلثلاثة تقارير تليفزيونية شاهدتها بإمعان من شرقنا الحبيب قبل فترة جعلتني أشعر بنوع غريب من الإحساس.. لماذا هذه التقارير السالبة؟ ولماذا نصور بلادنا للآخرين بأنها قبيحة وموغلة في الفقر ومنتهكه لحقوق الإنسان.. التقرير الأول كان موضوعه يدور حول امرأة مكافحة دفعتها الظروف لكي تعمل بنفسها في تكسير الحجارة وتبيعها للذين يقومون باستخدام تلك الحجارة في الصبات الخرسانية.. وذكرت المرأة للقناة التليفزيونية بأنها اضطرت للعمل في هذه المهنة لضرورات العيش الكريم.. الصورة الثانية كانت تقريرا تم بثه من ذات الشرق حول الزحف الصحراوي على أرض دلتا طوكر الخصبة وجاء في القرير أن هذه الدلتا مهددة بهذا الغطاء الذي سيذهب بمصالح المواطنين، أما التقرير الثالث فقد جاء حول الألغام التي زرعها المتمردون عندما اعتدوا على ولاية كسلا من داخل إريتريا.. وصارت هذه الألغام تشكل خطراً كبيراً على الإنسان.. وجاء التقرير مصحوباً بصور لعدد من الذين فقدوا أطرافهم سواء بهذه الألغام أم بغيرها في إحدى العيادات الطبية. ومعلوم عندنا في السودان أن المرأة في الريف تعمل ليس في تكسير الحجارة وإنما في حمل الخرسانة على رأسها في عمليات البناء والتشييد خاصة في جنوب السودان.. والمرأة في ريفنا مزارعة من الطراز الأول بل هي التي تعمل وتكد وتجد وهي ثقافة راسخة في بلادنا.. ولكن التقارير تلك لم تقدم على أنها أعمال أو صور من الثقافات السودانية الأصيلة وإنما يدرك المشاهد فوراً بأن هناك أجندة ما من وراء مثل هذه التقارير السلبية.. أليس في شرق السودان أية صورة إيجابية موحية.. أليس في كسلا التي تغنى بجمالياتها الشعراء والفنانون أي مقاطع أو مشاهد من حدائق ومزارع وزهور يمكن أن تقدم كنموذج للمشاهد العربي تؤكد له بأن في السودان بعض الجماليات إلى جانب الصورة السيئة التي ترسمها عنا المنظمات الصهيونية والغربية بأن كل شيء في السودان قبيح.. حتى العمل وصورة تلك المرأة المكافحة ألا تكفي أكاذيب القيادات الجنوبية عنا لتشويه صورتنا.. ونحن شعب السودان المسالم الحبوب.. المضياف. لماذا نشوه صورتنا هكذا لأجل بضعة دولارات؟ عضوان من الكونغرس الأمريكي يعدان مشروع قانون لمحاسبة السودان.. لأن الحكومة رفضت أن تفتح أبواب بلادنا للمنظمات الشريرة التي صنعت مشكلة دارفور وتريد أن تكرر ذات السيناريو في كردفان والنيل الأزرق ولأن الحكومة تدافع عن حدودها وأمنها واستقرار مواطنيها.. وماذا تريد أمريكا أن تفعل بالسودان أكثر مما فعلته منذ العام 1983 وحتى الآن.. ماذا تريد أن تلحقه من أذى بالشعب السوداني أكثر من الحصار الاقتصادي المفروض من قبله طيلة ثلاثة عقود دون أي مبررات مقنعة!؟. ماذا تريد أمريكا بعد أن فصلت الجنوب وجعلت منه مستعمرة أمريكية ومنتجعاً إسرائيلياً وصهيونياً يكن لنا كل العداء ويسعى لإيذائنا بالأكاذيب والحروب بالوكالة داخل حدودنا وعلى أرضنا هل تريد أمريكا أن تسقط هذه الحكومة؟. الحكومات في العالم العربي تسقطها شعوب وليست الدولارات الأمريكية والمؤامرات المخابراتية ولا جيوش العمالة والارتزاق التي تعيش على فتات موائد الغرب.. الشعب السوداني هو الذي صوت للبشير وفوضه.. وعندما يريد تغيرا فإنه قادر على تحقيق ذلك دون دولارات أمريكا.. ودون التقارير المزيفة.. ودون الأكاذيب التي يطلقها قادة دولة جنوب السودان وبعض الأبواق بالداخل.. والشعب السوداني يعرف متى يتحرك وكيف يتحرك وضد من يتحرك.. لأنه يختزن في ذاكرته تجارب الماضي كلها.. وهو صاحب صولات وجولات وثورات عبر تاريخه.. ثورة المهدية.. ثورة اللواء الأبيض.. ثورة أكتوبر.. والانتفاضة.. وشعب صنع مثل هذه الثورات لا يحتاج إلى تحريض كاذب أو تقارير.. أو مظاهر معارضة مدفوعة.. والأجدر أن تصدر الشعوب الحرة والأمم ذات الضمير الإنساني قوانين تدين أمريكا على مخازي جنودها الخائفين الذين تزج بهم أمريكا في حروب ظالمة في العراق وأفغانستان جنود يقاتلون بلا أهداف.. يريد الذين أرسلوهم أن يطفئوا نور الله في الأرض والله متم نوره ولو كره الكافرون.. ولا بد أن تحاكم أمريكا وجنودها الذين يقتلون المدنيين مثل الصراصير بدماء باردة.. ثم لا يقابل ذلك أي نوع من ردود الأفعال من الساسة الأمريكان.. والله يأزي المؤزى!!؟