13 سبتمبر 2025

تسجيل

الثقافة والرياضة

14 فبراير 2024

تعيش دولة قطر هذه الأيام أجواءً رياضية بامتياز، على خلفية تتويج «العنابي» ببطولة كأس آسيا 2023، وهو ما تزامن مع الاحتفاء باليوم الرياضي للدولة، وهى كلها نجاحات تضاف إلى ذلك الرصيد الهائل الذي حققته الدولة في سجلاتها، لا سيما تلك الاستضافة الاستثنائية لبطولة كأس العالم 2022، مما يجعل كل هذه النجاحات إرثًا مستدامًا في كل المجالات. ومع إقامة هذه الفعاليات وغيرها، ظلت الثقافة مصاحبة لها، إدراكًا بأهميتها، وأنها قرينة الرياضة، للدرجة التي جعلت لكليهما أدوارا متشابهة، فإذا كانت الرياضة لغة بصرية لا يختلف أحد على تأثير مشاهدتها، فإن الثقافة ممثلة في الفنون التشكيلية والأداء المسرحي، تعتبر لغة بصرية مماثلة، لا يتنازع أحد على أهميتها وتأثيرها في أوساط أفراد المجتمع. ولا يقف الحال عندئذ وفقط، بل إن كلا من الثقافة والرياضة يعدان من القوة الناعمة التي لا غنى عنهما في عالم اليوم، والذي أعيته السياسة، بكل ما تحمله من مظاهر للتفرق والتشتت، الأمر الذي يكسب الثقافة والرياضة أهمية كبرى كشأن دبلوماسي، يمكن أن يؤدي أدورًا عدة، لا يفهما سوى الحاذق ببواطن أهميتهما وتأثيرهما. ولا يختلف تأثير كل من الثقافة والرياضة في أوساط المجتمع عن بعضهما البعض، فإذا كان الفعل الثقافي يغذي العقول برؤى معرفية، ويسهم في تنويرها، فإن ممارسة الرياضة لها تأثير مطابق على الأفراد، بتحقيق السلامة لأبدانهم، الأمر الذي يجعلنا أمام مجتمع صحي، يدرك من خلال ثقافته تحديات واقعه، ويرسم عن طريقها مستقبله، ما دام قد توفر لأفراده صحة الأجساد وعافيتها. هذا التأثير لكل من الثقافة والرياضة في أوساط المجتمع، يجعلهما يتكاملان في الأهمية، وأنه لا غني عن أحدهما دون الآخر، فإذا تحدثنا عن عقول مستنيرة، فإن هذا حتمًا سيجرنا إلى أهمية الصحة الجسدية، وإذا تناولنا الأخيرة، جاز لنا التشديد على أهمية أن يتوافر لتلك الأجساد عقولًا قادرة على فهم ووعي ما يدور بمحيطها، ليكون ذلك هو الفهم السديد للعقل الراجح، والجسم السليم. هكذا هي الأمم، وهكذا هي الشعوب، عندما ترغب في تحقيق النهضة وصنع حضارتها، وبناء مستقبلها، فإنها لا تستغني عن تغذية العقول، وتحقيق السلامة للأجساد، الأمر الذي يخلق بالتالي مجتمعًا صحيًا، قادرًا على تحقيق نهضته، لتتوارثها الأجيال.