19 سبتمبر 2025

تسجيل

انتخابات الرئاسة.. إبداع لبناني في العرقلة والتسويف

14 فبراير 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); دخل تاريخ 8 فبراير القاموس السياسي اللبناني لينضم إلى رفيقيْه 8 و14 آذار، بعدما كشفت جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي انعقدت في هذا التاريخ عن الخلط الكبير الحاصل في التحالفات والتداخل فيما بينها والتضعضع الذي أصابها، بحيث لم يعد يُعرف "إيد مين بجيبة مين".للإنصاف يجب الإقرار أن اهتزاز صفوف 14 آذار وتضعضعها ليس جديداً، فقد مرت العلاقة بين أطراف هذه القوى بالكثير من المطبات والخلافات، الجديد أن هذه الخلافات باتت أكثر وضوحاً وظهوراً، في الوقت الذي طالما نجحت قوى 8 آذار في الإبقاء على الحد الأدنى من التماسك بقيادة "المايسترو" حزب الله الذي يهرول بين حلفائه كالإطفائي لإخماد الخلافات المشتعلة في صفوف فريقه. فمن المعروف أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يصاب بشكة في الصدر حين يسمع اسم العماد ميشال عون ثلاث مرات متتالية. وأن ميشال عون تبدأ يداه بالارتعاش لا إرادياً حين يصل إلى مسامعه أن أحد مسؤولي حزب الله قام بزيارة النائب سليمان فرنجية، لكن حزب الله يحرص أن يبقى هذا التباغض بين حلفائه بعيداً عن الإعلام، فقط كي يطل علينا السيد حسن نصر الله من وراء الشاشات مبتسماً مدركاً طريقه واثقاً من نفسه ومن تماسك فريقه، يحاول الإيحاء أن وضعه الداخلي والإقليمي يزداد قوة وصلابة، وأن تماسك صفوف حلفائه كالبنيان المرصوص لا غبار عليه، ويشدد في كل مناسبة على أن الصدق والوفاء والإخلاص هو الذي يجمع حلفاءه بعيداً عن المصالح والمكاسب... في حين أن الحلفاء أنفسهم يدركون أن هذا الكلام غير صحيح، لكنها لعبة الإعلام التي بات نصر الله يبرع بها جيداً.أعود إلى جلسة 8 فبراير التي حملت الرقم 35 لانتخاب رئيس للجمهورية، لتشكل عنواناً جديداً في الفرادة والتميّز. ففي لبنان فقط يحضر النواب لانتخاب الرئيس ويغيب المرشحون عن الجلسة. في لبنان فقط، يتم تجاهل النص الدستوري الذي يحدد كيفية انتخاب الرئيس وتتم الاستعاضة عنه بعبارات فضفاضة حمّالة أوجه، الهدف الوحيد منها الإبقاء على كرسي الرئاسة. في كل دول العالم تشكل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية محطة مفصلية دستورية، ومناسبة للتأكيد على التداول الديمقراطي للسلطة، إلا في لبنان، فإن جلسة الانتخاب تشكل مناسبة للنواب للتسامر وتبادل الأحاديث وإطلاق الابتسامات الصفراء أمام كاميرات وسائل الإعلام، ليصدر عن رئاسة مجلس النواب بيان يعلن تعذر تأمين النصاب وتأجيل جلسة الانتخاب. في لبنان فقط، يتظاهر الجميع بالانزعاج من شغور سدة الرئاسة، في حين أن أداءهم يعكس إبداعاً في وضع العصي في دواليب الملف الرئاسي، وإحباطاً لكل مساعي الوصول إلى تسوية تؤدي لانتخاب رئيس للجمهورية.