14 سبتمبر 2025
تسجيلشكل وجود اليوم الآخر مشكلة بالنسبة للمشركين، فردّ القرآن الكريم عليهم بأن عدم وجوده يعني العبثية فقال تعالى: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم)، "المؤمنون: 115-116". وقال تعالى: (أيحسب الإنسان أن يترك سدى)، "القيامة: 36" ودلل على ضرورته بالنظر إلى كل الظواهر الكونية، فستجد الحكمة والقصد والهدف من وراء خلقها بالصورة التي خلقت عليها فقال تعالى في سورة النبأ: (ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا وخلقناكم أزواجا وجعلنا نومكم سباتا وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا وبنينا فوقكم سبعا شدادا وجعلنا سراجا وهاجا وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا لنخرج به حبا ونباتا وجنات الفافا إن يوم الفصل كان ميقاتا)، "النبأ: 6-17".فأشارت الآيات إلى أن الله جعل الأرض ممهدة لحكمة تسهيل السير فيها، وجعل الجبال عالية شاهقة لتثبيتها ولتقوم مقام الأوتاد بالنسبة للخيمة، وخلق البشر أزواجا من أجل السكن والمودة واستمرار النوع وجعل النوم سباتا من أجل الإنتاج والمعيشة، وجعل الشمس متوهجة من أجل إنبات النبات والحيوان والإنسان، وجعل الماء ينزل من السحب من أجل إحياء النبات والحيوان والإنسان.إذن فكل شيء مخلوق لحكمة، وإذا كانت الحكمة والقصد والغاية والهدف قانونا يحكم الإنسان، لذلك لابد من اليوم الآخر، لذلك قال تعالى بعد تلك الآيات: (إن يوم الفصل كان ميقاتا)، "النبأ: 17".