12 سبتمبر 2025

تسجيل

إبداع.. أم ماذا؟ (1)

14 فبراير 2015

في كل حكاية من حكايات جحا.. حكمة بليغة.. ولذلك فإن هذه الشخصية الهزلية ادعى كل شعوب الأرض انتماءه إليه.. فالأتراك يدعون أن جحا.. هو رجل تركي.. مزج الفلسفة والحكمة والسخرية في آن واحد، وفي بلاد فارس يدعون أنه شخصية حقيقية اسمه ملا نصر الدين، وعبر تاريخهم قدموا العديد من الكتيبات التي تحوي العديد من القصص التي تحمل بجانب الحكمة.. السخرية المرة، من حكايات جحا، والحجة على الكتيب، إن زوجة جحا كانت دميمة بشكل لا يمكن وصفه، وأرادت ذات مرة أن تتباسط في الحديث وتكشف مدى هيام زوجها المغلوب على أمره، فقالت بدلال لا يليق بها، ياجحا.. يا بعلي وتاج رأسي هل تحبني؟ صمت جحا كمعظم رجال الشرق وإن كان قد هزّ رأسه كدليل على الإجابة بنعم استدلت الزوجة في دلالها، وقالت: من منطلق حبك لي. أرجو أن تحدد لي، أنكشف على من.. من أصدقائك وأقاربك، هنا لم يجد جحا المسكين والمغلوب على أمره، سوى أن يصرخ ويقول: اظهري على كل الناس.. ولكن لا تظهري لي.. والمغزى أن دمامة الخلق قد اجتمعت فيك مع دمامة الأخلاق، وهذا دأب بعض النماذج في الحياة، مع معرفتهم بعدم وجود موهبة لديهم في أي مجال إبداعي.. فهم لا يدعون الفرصة تفوتهم، منذ سنوات كان يعيش بين ظهرانينا مدعٍ للشعر. كان يشتري القصائد من أصحابها ويسود بها صفحات المجلات والجرائد المحلية، ومثل هذه الفكرة قد حجت ولمدة يسيرة الأضواء عن شعراء حقيقيين، هناك من يدفع وهناك من يشتري وكلاهما نموذج سيئ. ولكن تأثير تلك الفترة الآن، تأثير سلبي فأين أصوات شعرية كانت تبشر بالعطاء وأثرياء الساحة مثل محمد علي المرزوقي، مذكر آل شافي، عبدالله المري، فهد المرسل، عبدالحميد، علي الأنصاري، وعشرات الأسماء، والسؤال أين الآن ذلك الدعي الذي كان فارس الميدان بما كان يجزله لمن يبيع ضميره، غاب ولكن من ذكرت من أبناء هذا الوطن سجلوا ويسجلون في ذاكرتنا الحبيبة، إن الموهبة الحقيقية لا تموت، وإننا ذات يوم سوف نتصفح دواوين فهد المرسل ومحمد علي المرزوقي وعشرات الأسماء، وللحديث بقية.