عيد الحب

عيد الحب أو عيد العشاق أو "يوم القديس فالنتاين" مناسبة يحتفل بها الكثير من الناس في كل أنحاء العالم في الرابع عشر من شهر فبراير من كل عام، وبذلك يلون العالم العربي العالم باللون الأحمر، وبهذا اليوم البعض يرسل قصائد والبعض يرسل هدايا والبعض يتبادل الأحضان والهوى!!.. وأنا لن أقوم بكل ذلك ولن احتفل كاحتفال بعض المسلمين بعيد الحب،!! أو ما يسمى بيوم "فالنتاين" سببه الجهل بدينهم، واتباع سنن الأمم الكافرة حذو القذة بالقذة.!! فمن الواجب علينا أن نمتاز بديننا وشرائعنا ونسأل للجميع الرشد والهداية.. ولكنني في مقالي هذا سأتكلم عن الحب بشكل عام فما هو الحب؟.. الحب هو كالموسيقى التي تطرب آذاننا فتنعش فينا الأحاسيس الجميلة وتوقظ لدينا المشاعر المنعدمة، تماماً كالحب الذي يخترق باب القلب دون استئذان فيغير حالنا من حال إلى حال، ما أجمل ذلك الشعور بالحب والاحساس المرتبط بالوفاء والشيم من الناس الاخيار الذين يحملون معنى الوفاء بكل كلمة قال اونريه: اذا كان الجمال هو الذي يثير الحب فان الحنان هو الذي يصونه، والحياة من دون حب لا تساوي شيئاً، الحب أجمل شعور لليتيم، الذي فقد والديه فهو جل ما يتمناه التعويض بالحب والاجتماع من الشعور بالحرمان من حنان الأب ومن كونه ليس وحيداً، فالإحساس بالانتماء والصداقة والعلاقات مع الآخرين يساعده في التغلب على حزنه وألمه، قال تعالى (فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر، وأما بنعمة ربك فحدث). والحب يطمئن اليائس ويولد فيه شعوراً بالسعادة والامل، خاصة للناس المرضى الذين فقدوا أملهم في الحياة بسبب تلك الأوجاع والآلام واستبداله بالشعور بالحياة والصحة من خلال احتوائهم بالحب والتفائل عن طريق العائلة والاصدقاء حتى التسلح بالتحدي للقضاء على المرض بالارادة والقوة والصبر والتضرع الى الله عز وجل فهو كفيل بالشفاء سبحانه وتعالى، قال مصطفى كامل لا معنى للحياة مع اليأس، ولا معنى لليأس مع الحياة، والحب يظهر جلياً أيضا في حب الوطن، كما جاء في الحديث الشريف: حب الوطن من الإيمان، ومن ذلك المنطلق نفدي الوطن بالروح والدم ونحميه من العدوان، فذلك هو وطننا وأهلنا وجماعتنا وعمرنا كله، ووطننا في قلوبنا ينبض وسيظل في القلب، وهو لنا الحب والأمان والسند والعز الرفيع، والحب أيضا هو أجمل شعور بين الأهل والأخ، فالرجل مرآة أخيه ومع حنان الأم وحماية الأب نجد الحب في خوفهم ورعايتهم، والحب يغلفه الاحترام بين الأحباب والزوجين فاحترم نفسك تجتذب احترام الآخرين والحب يغلفه الإخلاص، فهو شيء جميل، والحب يجعلنا ننسى الإساءة بالسماح والإحسان بالإحسان، ويظهر الحب في الصداقة عند وقوعنا في ضيق فان الصديق لا يتوانى عن الوقوف بجانبك قال جبران خليل جبران: إن صديقك هو كفاية حاجاتك ولكن أقوى شعور في عظمة الحب هو حب الله عز وجل والرسول صلى الله عليه وسلم فعش يومك من خلال ما أمرنا الله عز وجل ورسوله الكريم وأبداه بالبسملة.. قال أبو العتاهية ألا إنما التقوى هي العز والكرم وحبك للدنيا هو الفقر والعدم، والإيمان محله القلب وأخيراً نقول أعذب الشعور أن نحب ولا نتوقع شيئاً في المقابل فأحبوا بعضكم بعضاً كل يوم وكل شهر وكل سنة.. ودمتم مع خالص حبي.....حبات اللؤلؤحب الله هو الحب الثابت والدائم ولا يموت أبداً.. ولتكن لا إله إلا الله هي آخر كلماتي...